هل سيكرر ترامب أخطاء بريكست؟ التكاليف الجمركية وخطر تراجع النمو في أمريكا

هل سيكرر ترامب أخطاء بريكست؟ التكاليف الجمركية وخطر تراجع النمو في أمريكا

مع تصاعد التساؤلات حول سبب عدم انهيار الاقتصاد الأميركي أو الأسواق العالمية بعد تطبيق الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها ترامب، تشير التجربة البريطانية مع الخروج من الاتحاد الأوروبي (بريكست) إلى سيناريو مشابه، لكن دون نهاية سارة.

الهبوط المفاجئ للعملات.. وتأثير محدود على المدى القصير

لكن هذا التراجع، خاصة في اقتصادات ذات شركات متعددة الجنسيات، أسهم جزئياً في تخفيف وقع الصدمة على الأسواق، دون أن تظهر أزمة اقتصادية فورية، وفق تقرير لرويترز.
ومع ذلك، فإن غياب «الانفجار الكبير» لا يعني غياب الخسائر، إذ تشير المؤشرات إلى خسائر تدريجية تتراكم ببطء وتؤثّر في الأداء الاقتصادي الكلي بمرور الوقت.

بريكست.. أثر زلزالي لم يُشعر به إلّا بعد سنوات

في حالة بريطانيا، أخّرت جائحة كوفيد-19 تقييم الأثر الحقيقي لبريكست، الذي لم ينفذ فعلياً إلّا نهاية 2020. ومع ذلك، فإن الفترة بين الاستفتاء والجائحة لم تشهد ركوداً، ما عزّز موقف المؤيدين للخروج من الاتحاد الأوروبي.لكن بعد ذلك، بدأت مؤشرات الضعف تظهر بوضوح مثل تباطؤ نمو الناتج المحلي، أداء ضعيف في الأسواق المالية، واستمرار انخفاض الإسترليني مقابل سلة العملات.وخلصت دراسة لبنك إنجلترا إلى أن الواردات البريطانية تراجعت بنسبة 3% بعد دخول القواعد الجديدة حيز التنفيذ، بينما انخفضت الصادرات 6.4%، خصوصاً تجاه الاتحاد الأوروبي.رغم أن التراجع يبدو محدوداً ظاهرياً، فإن العبء الأكبر تحملته الشركات الصغيرة، كما أن تأثير بريكست لم يكن محصوراً بالبضائع، إذ أظهر قطاع الخدمات، خاصة في لندن، تراجعاً أكثر وضوحاً، مع قلق متزايد بشأن مستقبل المدينة كمركز مالي عالمي.

الرسوم الأميركية.. ضرر مؤجل لكن ثابت

أما في الولايات المتحدة، فإن الضرر المحتمل من الرسوم الجديدة قد يصل إلى خسارة تتراوح بين 0.5% إلى 1.0% من الناتج المحلي الإجمالي، أي ما يعادل 150 إلى 300 مليار دولار.ورغم أن هذه النسبة ليست كفيلة بإحداث أزمة فورية، فإنها تشكّل استنزافاً مستمراً على المدى الطويل.كما وصفها المستشار الاقتصادي السابق في البيت الأبيض، جيسون فورمان: «الخسارة تعادل أن يحرق كل منزل أميركي 1000 دولار سنوياً.. إلى الأبد».

ليس انهياراً فورياً.. بل استنزافاً اقتصادياً صامتاً

الدروس المستفادة من بريكست تشير إلى أن السياسات الاقتصادية المثيرة للجدل قد لا تؤدي إلى انهيار فوري، لكنها قد تلحق أضراراً متراكمة يصعب عكسها لاحقاً. وهذا ما يجعل تأثير قرارات ترامب أقل وضوحاً لكنه أكثر خطورة.وعلى المدى الطويل، قد يؤدي تكرار التجربة البريطانية في الاقتصاد الأميركي إلى تراجع الثقة في الأسواق والبيانات، ما يضعف السياسات النقدية ويزيد تكاليف الاقتراض.

الرأي العام يبدأ بالتغير.. فهل يتكرر السيناريو؟

تشير استطلاعات حديثة إلى أن 56% من البريطانيين يعتقدون الآن أن قرار مغادرة الاتحاد الأوروبي كان خاطئاً، بعد نحو 9 سنوات من الاستفتاء. أما فيما يتعلق بسياسات ترامب الجمركية، فلا يزال الحكم معلقاً.