فوكسكون تُغلق قسم السيارات وتفتح آفاق مراكز بيانات الذكاء الصناعي.

في خطوة تعكس تحوّلها الاستراتيجي بعيداً عن صناعة السيارات، باعت شركة فوكسكون التايوانية مصنعها الضخم في ولاية أوهايو مقابل 375 مليون دولار، لتبدأ رحلة جديدة نحو مستقبل الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية، الشركة التي لطالما عُرفت بتجميع أجهزة آيفون، تعيد رسم خريطتها الاستثمارية، وتحوّل منشأتها إلى مركز لإنتاج معدات مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي، في شراكات واعدة مع عمالقة مثل إنفيديا وTECO.أعلنت فوكسكون Foxconn يوم الاثنين عن بيع مصنعها السابق للسيارات في مدينة لوردستاون بولاية أوهايو مقابل 375 مليون دولار، بما في ذلك معداته، إلا أن الشركة أوضحت أنها ستواصل استخدام الموقع لإنتاج مجموعة أوسع من المنتجات تتماشى مع أولوياتها الاستراتيجية الجديدة.
ويبدو أن فوكسكون تُعيد توجيه بوصلتها بعيداً عن صناعة السيارات الكهربائية بعد تجربة مضطربة مع شركة لوردستاون موتورز Lordstown Motors، التي استحوذت عليها ثم أفلست لاحقاً بعد شراكة لم تدم طويلاً. فقد بدأت الشركتان في إنتاج شاحنات كهربائية بالمصنع نفسه، قبل أن تتدهور العلاقة وتصل إلى ساحة المحاكم، إذ رفعت لوردستاون دعوى ضد فوكسكون بعد إفلاسها.
ويُذكر أن هذه المساحة توازي ستة أضعاف حجم مصنع آخر تبنيه الشركة حالياً في هيوستن لتجميع خوادم جي بي 300 «GB300» الخاصة بشركة إنفيديا Nvidia.الشركة، التي تُعدّ المورد الرئيسي لهواتف آيفون لشركة أبل بدأت بالتوسع إلى ما هو أبعد من الإلكترونيات الاستهلاكية، إذ دخلت حديثاً مجال الحوسبة السحابية ومراكز البيانات بقوة. فقد أعلنت الأسبوع الماضي عن شراكة استراتيجية جديدة مع شركة تيكو TECO التايوانية المتخصصة في تصنيع المحركات الصناعية، لبناء مراكز بيانات متكاملة.ورغم بيع المصنع، أكدت فوكسكون التزامها بخدمة عملائها في قطاع السيارات داخل الولايات المتحدة، مشيرةً إلى أنها قادرة على تسريع وتيرة الإنتاج في أي وقت لتلبية الطلب.يعتبر بيع المصنع بقيمة 375 مليون دولار بعد شرائه بـ230 مليون فقط قبل نحو عامين، يظهر أن فوكسكون نجحت في إدارة أصولها بربحية سريعة، خصوصاً مع توجيه جزء من المنشأة نحو قطاع عالي النمو كالحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي.من المرجح أن نرى فوكسكون تركّز أكثر على هذه القطاعات، خصوصاً في ظل الطلب المتزايد من عمالقة مثل إنفيديا.