تراجع كبير في ولاء عملاء تسلا بعد تأييد ماسك لترامب في الانتخابات.

تراجع كبير في ولاء عملاء تسلا بعد تأييد ماسك لترامب في الانتخابات.

شهد ولاء العملاء لشركة تسلا تراجعاً حاداً منذ أن أعلن الرئيس التنفيذي إيلون ماسك دعمه للرئيس الأميركي دونالد ترامب الصيف الماضي، بحسب بيانات جديدة من مؤسسة «S&P Global Mobility» حصلت عليها رويترز حصرياً.
ووصلت نسبة ولاء العملاء إلى أدنى مستوياتها في مارس الماضي عند 49.9%، وهي أقل من متوسط الصناعة، وذلك بعدما أطلق ماسك «وزارة كفاءة الحكومة» الجديدة بقيادة ترامب، التي هدفت إلى تقليص الإنفاق الحكومي وقادت إلى فصل آلاف الموظفين الفيدراليين.

ووصف المحلل في S&P، توم ليبي، هذا الانخفاض السريع بأنه «غير مسبوق»، قائلاً: «لم أشهد من قبل تراجعاً بهذه السرعة في ولاء العملاء خلال فترة قصيرة».ورفضت شركة تسلا وإيلون ماسك التعليق على هذه البيانات.وفي سياق منفصل، منحت تسلا لماسك هذا الأسبوع 96 مليون سهم بقيمة تقارب 29 مليار دولار، في محاولة للاحتفاظ به على رأس الشركة بعد حكم قضائي أبطل اتفاقه السابق بسبب اعتباره غير عادل للمساهمين.ويرى بعض المحللين أن دعم ماسك السياسي أضر بعلامة تسلا التجارية، خاصة لدى قاعدة عملائها الواعين بيئياً، والذين يميلون إلى الحزب الديمقراطي. وقال سيث غولدشتاين، المحلل في شركة «مورنينغ ستار»: «إذا كانوا من ذوي الميول الديمقراطية، فربما بدؤوا التفكير في علامات تجارية أخرى».يأتي ذلك في وقت تواجه فيه تسلا منافسة متزايدة من شركات السيارات التقليدية مثل جنرال موتورز وهيونداي وبي إم دبليو، بينما لم تطلق الشركة سوى طراز جديد واحد منذ عام 2020، وهو «سايبر تراك» الذي لم يحقق النجاح المتوقع رغم التوقعات بتحقيق مبيعات سنوية ضخمة.وفي مكالمة أرباح أبريل الماضي، أشار المدير المالي لتسلا، فيابهاف تانيجا، إلى «تأثيرات سلبية ناتجة عن أعمال تخريبية وعداء غير مبرر تجاه علامتنا وموظفينا»، كما لفت إلى «أسابيع عدة من توقف الإنتاج» نتيجة إعادة تجهيز المصانع لإطلاق نسخة محدثة من طراز «موديل Y».ورغم ذلك، قال ماسك خلال المكالمة نفسها إن الشركة لا ترى تراجعاً في الطلب «ما لم تكن هناك مشكلات اقتصادية عامة».لكن مبيعات تسلا تراجعت عالمياً، وهبطت بنسبة 8% في الولايات المتحدة خلال الأشهر الخمسة الأولى من 2025، وبنسبة 33% في أوروبا خلال النصف الأول من العام، حيث كان رد الفعل العام على تحركات ماسك السياسية أكثر حدة.وقال غاريت نيلسون، المحلل في «CFRA Research»، إن انخراط ماسك المتزايد في السياسة جاء في «توقيت سيئ جداً»، تزامناً مع تصاعد المنافسة من شركات السيارات الكهربائية الصينية، مشيراً إلى أن أكبر مخاوفه تتمثل في «تراجع الحصة السوقية وما يمكن فعله لإصلاح الضرر الذي لحق بالعلامة».هبوط في الولاءورغم احتفاظ تسلا بصدارة مبيعات السيارات الكهربائية في السوق الأميركية، فإن تفوقها بدأ يتراجع في وقت وجّه فيه ماسك تركيز الشركة نحو تطوير تكنولوجيا القيادة الذاتية بدلاً من إطلاق طرازات جديدة بأسعار في متناول الجمهور.ويعد ولاء العملاء من أبرز المؤشرات التي تراقبها صناعة السيارات، نظراً لتكلفة اكتساب عملاء جدد مقارنة بالاحتفاظ بالعملاء الحاليين، وفقاً للمحلل توم ليبي.وتتميز بيانات «S&P» بدقتها لأنها تعتمد على تسجيلات المركبات في جميع الولايات الأميركية الخمسين، على مستوى كل أسرة، ما يعطي صورة حقيقية عن حركة الشراء والتحول بين العلامات التجارية، بخلاف بيانات الاستطلاعات.وتُظهر البيانات أن أكثر من 60% من مالكي تسلا أعادوا شراء سيارة من نفس الشركة في الفترة بين الربع الأخير من 2021 وحتى الربع الثالث من 2024، وهي نسبة لم تتخطَّها سوى شركة فورد مرة واحدة فقط خلال الفترة نفسها.نزيف العملاءوتتعمق بيانات «S&P» أيضاً في جانب آخر: أي العلامات تستقطب عملاء من غيرها، وأيها تخسرهم، ولمدة أربع سنوات قبل يوليو 2024 كانت تسلا تكتسب في المتوسط نحو خمس أسر جديدة مقابل كل أسرة تخسرها لصالح شركة أخرى.ولم تقترب أي علامة تجارية أخرى من هذا الأداء، فجاءت «جينيسيس»، العلامة الفاخرة التابعة لهيونداي، في المرتبة الثانية، بمتوسط 2.8 أسرة جديدة مقابل كل واحدة تخسرها، تلتها كيا وهيونداي بنسبة 1.5 و1.4 على التوالي، أما فورد وتويوتا وهوندا فقد خسرت عملاء أكثر مما كسبت في تلك الفترة.ومنذ يوليو 2024، بدأت تسلا تفقد هذا الزخم، وبلغ متوسط كسبها لأقل من أسرتين مقابل كل واحدة تخسرها منذ فبراير 2025، وهو أدنى مستوى لها على الإطلاق.وقال ليبي: «البيانات تُظهر بوضوح أن التدفق الصافي نحو تسلا يتباطأ».وباتت علامات مثل ريفيان وبولستار وبورش وكاديلاك تستقطب الآن عدداً أكبر من عملاء تسلا مما تخسره لصالحها، بحسب البيانات.وقال برايان مولبيري، مدير محفظة لدى شركة «زاكس إنفستمنت مانجمنت» والمستثمر في تسلا، إنه لا يشعر بالقلق بشأن أرباح الشركة على المدى الطويل، معتمدًا على توقعات بتحقيق أرباح ضخمة من مشاريع سيارات الأجرة الذاتية وبيع تقنيات القيادة الذاتية لشركات سيارات أخرى.وقد بدأت تسلا بالفعل اختباراً محدوداً لخدمة التاكسي الذاتي في مدينة أوستن في يونيو الماضي، مخصصة لمجموعة مختارة من المؤثرين والمتابعين، لكن الخدمة لم تتوفر لعامة الجمهور بعد.واختتم مولبيري بالقول: «إذا نجحت تسلا في تعميم هذه التقنية، فقد لا تحتاج إلى بيع السيارات بعد الآن».