قضايا معقدة في الاتفاق التجاري بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة قد تؤدي إلى نزاعات مستقبلية

قضايا معقدة في الاتفاق التجاري بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة قد تؤدي إلى نزاعات مستقبلية

قال ستة مفاوضين وخبراء سابقين إنه في الوقت الذي تستعد فيه كوريا الجنوبية والولايات المتحدة لقمة زعيمهما، فإن القضايا التي لم يتم حلها في اتفاق تجاري أُبرم مؤخراً تُتيح مجالاً لمزيد من النزاعات بين الحليفين الرئيسيين وشركاء التجارة.
ولم يتم الكشف عن الموعد الرسمي للقمة، على الرغم من أن ترامب أعطى الأسبوع الماضي إطاراً زمنياً لمدة أسبوعين.

نفي كوري مهمومن بين أهم هذه الأحداث نفي مستشار رئاسي كوري جنوبي يوم الأحد مزاعم الولايات المتحدة بأنها ستأخذ 90% من الأرباح من استثمارات المشاريع البالغة 350 مليار دولار من كوريا الجنوبية، والتي وافقت أيضاً على فتح سوق الأرز المحلية.وحذّر تشوي سيوك يونج، كبير المفاوضين السابقين في اتفاقية التجارة الحرة بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة، التي تم توقيعها عام 2007، قائلاً: «حتى اتفاقية ملزمة مثل اتفاقية التجارة الحرة تم إلغاؤها بكفاءة.. وهذا مجرد وعد».وكان الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأسبوع الماضي قد تم تقليصه من الخطط السابقة لكوريا الجنوبية بشأن صفقة شاملة تتعلق بالتجارة والأمن والاستثمار التي تم تصورها في الفترة التي سبقت القمة بين ترامب ولي المنتخب حديثاً.لكن اليابان توصلت إلى اتفاق مع الولايات المتحدة قبل الموعد المتوقع، ما دفع كوريا الجنوبية إلى السعي جاهدة للتوصل إلى اتفاق يركّز على التجارة، تاركة قضايا الأمن والاستثمار للقمة المقبلة، بحسب ما قاله المستشار الرئاسي كيم يونج بوم.وقال ترامب إن كوريا الجنوبية ستستثمر في الولايات المتحدة في مشاريع «مملوكة وتحت سيطرة الولايات المتحدة» ويختارها هو، على الرغم من أنه لم يقدّم سوى تفاصيل قليلة عن هيكل الخطة أو توقيتها.وفي منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، أكد وزير التجارة هوارد لوتنيك أن 90% من الأرباح ستذهب إلى الشعب الأميركي، في حين قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت إن جزءاً منها سيذهب إلى الحكومة الأميركية للمساعدة على سداد الديون.توزيع الأرباحلكن كيم، المستشار الرئاسي، قال إن الجانبين لم يناقشا توزيع الأرباح خلال المحادثات، وتتوقع كوريا الجنوبية أن يتم «إعادة استثمار» الأرباح في الولايات المتحدة.وأضاف كيم أن فكرة أن الولايات المتحدة قد تستحوذ على معظم الأرباح «من الصعب فهمها في بلد متحضر»، بينما رفض ادعاء واشنطن بأنها ستتخذ جميع القرارات المتعلقة بالصندوق باعتباره «خطاباً سياسياً».وقال إن كوريا الجنوبية أضافت آلية أمان لتقليل مخاطر التمويل، بما في ذلك التزامات الولايات المتحدة بشراء المنتجات من المشاريع، بموجب بند «الشراء» والاستثمار في مشاريع مجدية تجاريا.وقال مسؤولون في سيئول إن 150 مليار دولار ستذهب إلى صناعة بناء السفن، مع تخصيص الباقي لمجالات مثل الرقائق والبطاريات والمعادن الأساسية والتكنولوجيا الحيوية والطاقة النووية وغيرها من الصناعات الاستراتيجية.وقال كيم إن تفاصيل الهيكل لم يتم تحديدها بعد، مضيفاً أن القروض والضمانات تشكّل غالبية الصناديق، في حين تمثل استثمارات الأسهم جزءاً صغيراً.السيارات والأرز وقال ليفيت إن كوريا الجنوبية ستوفّر «إمكانية الوصول التاريخي إلى السوق للسلع الأميركية مثل السيارات والأرز»، وهو ما ينسجم مع تعليقات سابقة أدلى بها ترامب.لكن كوريا الجنوبية قالت مراراً وتكراراً إنه لم يتم التوصل إلى اتفاق بشأن سوق المنتجات الزراعية، بما في ذلك لحوم البقر والأرز، على الرغم من الضغوط القوية من واشنطن.وقالت سيئول إن ترامب أبدى اهتماماً كبيراً بعملية الحجر الصحي الكورية للفواكه والخضراوات، التي سيتم إدخال تحسينات عليها في المحادثات الفنية المخطط لها بشأن الحواجز غير الجمركية التي ستغطي أيضاً قواعد سلامة المركبات، لكنها لم تذكر تفاصيل.عقبات شركات التكنولوجياوقد تشكّل الحواجز غير الجمركية الأخرى مثل تنظيم شركات التكنولوجيا الكبرى، عقبات.وقالت وزيرة التجارة يو هان كو الأسبوع الماضي لدى عودتها من واشنطن: «لا يمكننا أن نشعر بالارتياح لأننا لا نعرف متى سنواجه ضغوطاً من الرسوم الجمركية أو التدابير غير الجمركية مرة أخرى».ومن المتوقع أن تبرز تكاليف الدفاع كقضية رئيسية خلال القمة المقبلة، حيث قال ترامب منذ فترة طويلة إن كوريا الجنوبية بحاجة إلى دفع المزيد مقابل الوجود العسكري الأميركي هناك.وبالإضافة إلى الـ350 مليار دولار، قال ترامب إن كوريا الجنوبية وافقت على استثمار مبلغ كبير يفتح علامة تبويب جديدة من الأموال في الولايات المتحدة التي سيتم الإعلان عنها خلال القمة، والتي قال في 30 يوليو تموز إنها ستعقد في غضون أسبوعين.ويجري الحلفاء محادثات عمل على المستوى العملي بشأن سياسة العملة، والتي تم إدراجها على جدول أعمال الجولة الافتتاحية من محادثات التجارة في أبريل نيسان.(رويترز)