هل تستطيع مؤشرات التداول المعتمدة على الذكاء الاصطناعي التغلب على صناع السوق؟

هل تستطيع مؤشرات التداول المعتمدة على الذكاء الاصطناعي التغلب على صناع السوق؟

تتصاعد قوة أدوات الذكاء الاصطناعي ودقتها في عالم أسواق المال والبورصات حول العالم من خلال مؤشرات تداول الأسهم والسلع، وتبرز في هذا المجال مؤشرات مدفوعة في متناول المضاربين من الأفراد، وهنا يبرز تساؤل الساعة وكل ساعة: هل يمكن لأدوات التداول المبرمجة بالذكاء الاصطناعي التفوق على صُنّاع السوق أو أخذ حصة من أرباحهم وسحب البساط من تحت اقدامهم؟هل يمكن القول إن صُنّاع السوق في خطر بسبب تطور أدوات ومؤشرات التداول بالذكاء الاصطناعي؟
هل يمكن أن نرى ملياراً من أرباح صُنّاع السوق سيقتطع للمضاربين الأفراد؟
هل بات من الممكن أن يتداول الأفراد بأمان مع الذكاء الاصطناعي؟
هل يمكن لمؤشرات الذكاء الاصطناعي أن توفّر للأفراد بيئة آمنة والوقوف على أرض محايدة مع صُنّاع السوق؟تساؤلات الساعة في عالم التداول نقف عليها بإضاءات سريعة، فإلى شيء من التفصيل في نقاط:-نسبة الخطأ ومهارات المبرمجتُعدّ أخطر أسرار فك شفرة وحيرة المتداولين بشأن مؤشرات التداول بالذكاء الاصطناعي، ألَا وهي: مَن يبرمج مَن؟ ماذا عن ثقافة مبرمج المؤشر؟ ماذا عن المدارس التي يتبناها في إدارة حركة المؤشر بالبيانات وتغذيتها؟ كيف يمكن للمبرمج المزج بين الأنماط الكلاسيكية ونماذج الشموع التقليدية ومدارس الأموال الذكية؟ وهل يمكن المزج بين هذه المدارس كلّها في مؤشر واحد؟.إلى ذلك، حال توافرت كل العوامل السابقة، ماذا سيصنع الذكاء الاصطناعي لشموع ناتجة عن حركة الأخبار المهمة التي تفلق شاشات التداول بآلاف النقاط صعوداً وهبوطاً إيذاناً بتدمير مناطق مقاومات فنية متراكمة أو نسف دعوم زمنية طالما تم احترامها؟القضية إذاً كيف يمكن تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي على بيانات متناقضة ومتضاربة؟ وكيف يمكن للذكاء الاصطناعي المزج بين مدارس التحليل الفني والتحليل الأساسي القائم على قوة الأصل أو قوة الشركة ومركزها المالي حال كان التداول على الأسهم مثلاً؟إن صُنّاع السوق قد لا يجدون الكثير من المتاعب حتى اليوم من إزعاج مؤشرات التداول المبرمجة بالذكاء الاصطناعي، فلا تزال خيوط اللعبة بأيديهم.ربما ستظل القضة الأبرز مَن هو المتداول الخبير المحترف الذي يمكن أن يلقن الذكاء الاصطناعي بمدارس التحليل الفنية والأساسية كلها في آنٍ واحد؟ وكم عدد مزودي البرمجة لمؤشرات التداول أصحاب هذه الخبرات الشمولية النادرة إن وجدت؟هل يمكن أن تتساوى الرؤوس؟الجواب عن التساؤلات السابقة بنعم أو لا قد يكون خطأً بشكلٍ كلي، بينما يمكن الجزم بأن المضاربين من الأفراد لا يمتلكون البنية التحتية المتطورة نفسها (co-location) التي تتوفر للمؤسسات الكبرى، إلّا أن أدوات التداول المدعومة بالذكاء الاصطناعي تعمل على تقليل الفجوة الزمنية بشكلٍ كبير.تقليل فجوة البيانات وتبسيط هياكل أسواق المال قد يتيح للمتداولين الأفراد تفاعلاً أسرع وأكثر فاعلية مع تحركات السوق، ما يقرّبهم خطوة من سرعة تنفيذ الصفقات لدى المؤسسات.خفض تأثير الخوف والتفاؤلتتيح مؤشرات التداول بالذكاء الاصطناعي أو حتى روبوتات التداول المتطورة التي تعتمد على التحليل الفني أو الأساسي خفض تأثير العواطف البشرية سواء كان اندفاعاً شرائياً أو بيعياً أو مخاوف زائدة أو تفاؤلاً مفرطاً، وهي مشاعر غالباً ما تؤدي إلى قرارات غير رشيدة.بالإضافة إلى ذلك، تتمتّع هذه الروبوتات بالقدرة على التعلم من السوق وتخزين البيانات تلقائياً والتطور ذاتياً عبر تقنيات التعلم الآلي، ما يحسّن أداءها بمرور الوقت.إدارة المخاطرباستخدام خوارزميات متقدمة، يمكن لمؤشرات التداول بالذكاء الاصطناعي تعيين أوامر وقف الخسارة وجني الأرباح بناءً على بيانات تاريخية وتحليلات احتمالية دقيقة. هذا يقلل بشكلٍ كبير المخاطر المحتملة، حيث يتم اتخاذ القرارات بناءً على تحليل موضوعي بدلاً من الحدس أو الانفعالات. خفض فجوة البياناتفي السابق، كانت العديد من أدوات التحليل والتداول المتطورة حكراً على المؤسسات المالية الكبرى. اليوم، أصبح بإمكان المتداول الفردي الوصول إلى أدوات تحليل تقني ذكية مثل مؤشرات سوبر ترند ذات الإعدادات المخصصة والمدعومة بالذكاء الاصطناعي، كما يمكنهم استخدام منصات مدفوعة لأدوات ومؤشرات تكشف مناطق الطلب والعرض بالكمية والقيمة.قدرات صُنّاع السوقيمكن أن تؤدي سرعة التداول الآلي إلى رفع صُنّاع السوق حجم وقيمة التقلبات بشكل مبالغ فيه بمعنى الارتفاع العنيف المفاجئ ثم الانعكاس العنيف الهابط، هنا سيكون المضاربون خارج اللعبة تماماً فقد هضمت سيولتهم طولاً وعرضاً، بما يعني أن قدرات صُنّاع السوق تظل لا محدودة مقابل مناورات مؤشرات الذكاء الاصطناعي.بالنهاية، فإن الذكاء الاصطناعي لا يلغي الفجوة بين المضاربين الأفراد وصناع السوق، لكنه يضيقها بشكلٍ كبير. لا يزال صُنّاع السوق يمتلكون اليد العليا بفضل مواردهم الهائلة وبنيتهم التحتية المتطورة. ومع ذلك، فإن المضارب الذكي الذي يستخدم الذكاء الاصطناعي بحذر، ويمزج بين التحليل البشري وأدوات التعلم الآلي، ويمتلك فرصة ذهبية لتحسين فرصه في البقاء والربح في الأسواق.