أسواق آسيا المالية ترتفع مع هبوط الدولار في ظل القلق من الرسوم الجمركية

انتعشت العملات الآسيوية يوم الاثنين بقيادة الرينغيت الماليزي والروبية الإندونيسية، مستفيدة من ضعف الدولار الذي منحها بعض الدعم، في وقتٍ يقيّم فيه المستثمرون تأثير الرسوم الجمركية الجديدة التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على اقتصادات المنطقة.
وحققت عملات إقليمية أخرى مكاسب أيضاً، حيث ارتفع الوون الكوري الجنوبي والروبية الهندية بنسبة 0.3% لكل منهما، بينما زادت قيمة البات التايلاندي والدولار السنغافوري بنسبة 0.2%.
وقال كريستوفر وونغ، محلل العملات في بنك OCBC، إن «ضعف بيانات الوظائف الأميركية أوقف موجة الرهان على تفوق الاقتصاد الأميركي، التي كانت تدعم الدولار».وأضاف أن بيانات مؤشر مديري المشتريات للقطاع الخدمي وطلبات إعانة البطالة الأميركية هذا الأسبوع ستكون حاسمة في تحديد مدى تحرك الفيدرالي لدعم الاقتصاد.الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب استهدفت بلداناً آسيوية بمعدلات تراوحت بين 15% و40%. وتواجه الهند أعلى معدل من بين الاقتصادات الآسيوية الكبرى بنسبة 25%، في حين تفاوضت كوريا الجنوبية لتخفيض المعدل إلى 15% بعد محادثات مكثفة.ومن جهة أخرى، توصلت عدة دول في المنطقة، من بينها فيتنام وإندونيسيا والفلبين واليابان وكمبوديا، إلى اتفاقيات بعد أسابيع من التفاوض، ما دفع الأسواق إلى إعادة تقييم مدى تأثر صادرات كل اقتصاد.وقال راهول باجوريا، كبير اقتصاديي آسيا والهند في بنك أوف أميركا سيكيوريتيز: «نعتقد أن النتيجة الحالية أفضل مما كان متوقعاً في السابق، لكن لا تزال معدلات الرسوم أعلى بكثير من الوضع السابق».وأضاف: «شهدت دول آسيان اندفاعاً في تصدير السلع قبل بدء تنفيذ الرسوم، وبالتالي فإن بعض التراجع في الأرقام أمر لا مفر منه، لكن مع تحسّن في الأداء الاقتصادي، نرى أن هناك مجالاً محترماً لنمو الناتج المحلي الإجمالي في المنطقة».أما أسواق الأسهم الآسيوية، فقد تباين أداؤها، حيث ارتفع مؤشر سيول «كوسبي» بأكثر من 1%، وسجل مؤشر سنغافورة (STI) مكاسب بنسبة 0.8%، بينما تراجعت مؤشرات جاكرتا وكوالالمبور بأكثر من 0.3% لكل منهما.في سياق متصل، أثار قرار ترامب بإقالة مفوضة مكتب إحصاءات العمل إيريكا ماكنترف، بسبب اتهامها بتزوير أرقام الوظائف، مزيداً من الشكوك في الأسواق بشأن موثوقية البيانات الاقتصادية الأميركية.وما زالت سياسات البنوك المركزية في بؤرة الاهتمام، إذ أبقت سلطة النقد في سنغافورة وبنك اليابان على أسعار الفائدة دون تغيير الأسبوع الماضي، إلى جانب الفيدرالي الأميركي.ويجتمع البنك المركزي الهندي يوم الأربعاء، بينما من المتوقع أن يصدر قرار بنك تايلاند الأسبوع المقبل.(رويترز)