تفوق الولايات المتحدة واستنزاف روسيا: اشتداد سباق التسلح في عام 2025

في ظل التوترات الدولية الممتدة منذ الغزو الروسي لأوكرانيا، يعود سباق التسلّح إلى الواجهة من جديد، وهذه المرة في مقارنة مباشرة بين الولايات المتحدة وروسيا في عام 2025. المؤشرات العسكرية لا تخدع، فبينما تحتفظ أميركا بموقعها كالقوة العسكرية رقم واحد عالمياً، تسعى روسيا جاهدة لسد فجوات تتزايد في التمويل والجاهزية رغم تفوقها العددي في بعض الأسلحة البرية، بناءً على بيانات مؤشر غلوبال فايرباور Global Firepower.
تشير أحدث بيانات المؤشر العالمي لقوة الجيوش إلى أن الولايات المتحدة لا تزال تتربع على صدارة القُوى العسكرية التقليدية في العالم لعام 2025 بمؤشر قوة بلغ 0.0744، مقابل 0.0788 لروسيا التي حلت في المركز الثاني.قد يبدو الفارق بسيطاً رقمياً، لكنه يعكس فجوة حقيقية في التجهيز والجاهزية والتنوع التكنولوجي.
على مستوى القوى البشرية، تمتلك أميركا أكثر من 341 مليون نسمة مقابل 140 مليون نسمة فقط في روسيا، ما يمنح واشنطن أضعاف القدرات البشرية المؤهلة للخدمة العسكرية.إذ يبلغ عدد الأفراد الجاهزين للخدمة في أميركا نحو 124 مليون شخص، أي ما يقرب من ثلاثة أضعاف نظيرهم الروسي.ورغم التكافؤ في عدد القوات الفاعلة، تحتفظ روسيا بتفوق عددي في جنود الاحتياط بواقع 2 مليون فرد مقابل 800 ألف فقط لأميركا.أما من حيث الميزانية الدفاعية، فالاختلاف صارخ، فإن الولايات المتحدة تخصص 895 مليار دولار للدفاع سنوياً، بينما لا يتجاوز الإنفاق الروسي 126 مليار دولار، ما يعكس تفوقاً تقنياً ولوجستياً واضحاً للجيش الأميركي.كذلك في القدرات البحرية، تملك أميركا 11 حاملة طائرات و70 غواصة، مقابل حاملة واحدة و63 غواصة لدى روسيا.فيما تتفوق موسكو في بعض الجوانب البرية مثل عدد الدبابات (5,750 مقابل 4,640)، والمدفعية الثقيلة، إلا أن الولايات المتحدة تتفوق بفارق ضخم في المركبات المدرعة التي تجاوز عددها 391 ألف مركبة مقابل 131 ألفاً لروسيا.اقتصادياً، أميركا تتفوق على روسيا بكل المقاييس، يصل الناتج المحلي الإجمالي المعدل بالقوة الشرائية لأميركا إلى 24.6 تريليون دولار، في حين لا يتجاوز نظيره الروسي 5.8 تريليون دولار. كما تُظهر البيانات أن احتياطيات روسيا من النفط والغاز والفحم أعلى من أميركا في بعض التصنيفات، لكنها غير كافية لتعويض العجز في التمويل أو البنية التحتية العسكرية، خاصة في ظل العقوبات الغربية.ومن جهة أخرى، تحتل روسيا مراكز متقدمة في المدفعية وسلاح الصواريخ البرية، وهو انعكاس لاستراتيجيتها في القتال البري التي أثبتت فاعليتها جزئياً في الحرب الأوكرانية، لكنها أظهرت أيضاً حدود قدرتها على شن حروب طويلة متعددة الجبهات.