ثروته لم تعد عقارية.. ترامب ينضم إلى عالم مليارديرات العملات الرقمية

في مفارقة لافتة، كشفت الإفصاحات المالية لعام 2025 أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، رغم جمود إمبراطوريته العقارية، أعاد تموضع ثروته بهدوء كأحد كبار حيتان العملات المشفّرة ومضاربي أسهم الإعلام، ليجد نفسه في قلب اثنين من أكثر الأسواق العالمية تقلباً وتوتراً سياسياً في آنٍ واحد.فقد أصبح مليارديراً رقمياً بامتياز، بثروة تقدّر بنحو 3 مليارات دولار من العملات المشفّرة وحدها، وفقاً لتقديرات مجلة «فوربس».
وكان تقدير فوربس المخفّض أن الرقم الحقيقي قد يكون أقرب إلى 5.5 مليار، نظراً لوجود تداخل في تقييم بعض الأصول.
في التفاصيل، تُقدّر حيازته من الأصول الرقمية بنحو 3 مليارات دولار، بينما تصل قيمة حصته في «تروث سوشال» إلى 2.2 مليار دولار، حسب الأسعار الحالية، رغم التحذيرات من فقاعات سعرية واحتمالات التراجع السريع.من جانب آخر، كشف تحليل البيانات أن دخل ترامب من ترخيص علامته التجارية خارج أميركا تجاوز 36 مليون دولار على الأقل، لكن الأرقام قد تكون أقل مما تبدو عليه، بسبب الفجوات في الإقرارات المالية.أما «تروث سوشال»، فقد منحت ترامب ثروة ورقية قاربت ثروات كبار مليارديرات التكنولوجيا، قبل أن تتراجع بنسبة 60% مطلع هذا العام. مع ذلك، لا تزال قدرته على التأثير في المستثمرين الأفراد قائمة، بعد أن بيعت بطاقات الرموز غير القابلة للاستبدال الـ«أن أف تي» NFT الخاصة به خلال دقائق من طرحها.وفي ظل تزايد التفاعل بين المال والسياسة في الولايات المتحدة، تطرح حالة ترامب مثالاً حياً على كيف يمكن لرجل واحد أن يدمج «العرض السياسي» مع أدوات المال الرقمي لبناء ثروة متجددة في أكثر الأسواق تقلباً.لطالما شكّل ترامب رمزاً للثروة العقارية الكلاسيكية، لكن إفصاحات 2025 تكشف عن تحول جوهري، وهو استبدال الطوب والخرسانة بالشفرة والبرمجيات، في انعكاسٍ صارخ للتحولات الاقتصادية الأميركية نفسها.ولمن لا يعلم، فإن الرموز غير القابلة للاستبدال هي ملفات رقمية فريدة يمكن شراؤها وبيعها عبر الإنترنت، وغالباً ما تمثل أعمالاً فنية أو بطاقات رقمية أو مقتنيات رقمية خاصة.ما يُميزها أنها لا يمكن نسخها أو استبدالها بشيء آخر مماثل، لأنها مُسجّلة على تكنولوجيا تُعرف باسم البلوك تشين، ما يضمن ملكيتها وندرتها.والعملات هي عملات رقمية لا مركزية لا تخضع لرقابة البنوك أو الحكومات، وتُستخدم عبر الإنترنت في عمليات الشراء أو الاستثمار، أشهرها «بيتكوين» و«إيثيريوم»، وتتميّز بأنها تعتمد على التشفير لضمان الأمان وسرية المعاملات.أما أسهم الميم هي أسهم شركات تزداد شعبيتها بسبب الجدل أو الضجة على الإنترنت، وليس بسبب أداء الشركة الفعلي، غالباً ما تُحرّكها مجموعات من المستثمرين الأفراد على مواقع التواصل مثل «ريديت»، وتكون شديدة التقلب.وتروث سوشيال هي منصة تواصل اجتماعي أسسها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وتُستخدم بديلاً عن تويتر وفيسبوك، خاصة لمؤيديه، أصبحت أيضاً شركة مدرجة في البورصة، ما جعل سهمها جزءاً من استثمارات ترامب.