الصين تطير فوق البحر: طائرة كهربائية تنقل الإمدادات إلى أول منصة نفطية بحرية

الصين تطير فوق البحر: طائرة كهربائية تنقل الإمدادات إلى أول منصة نفطية بحرية

حلّقت طائرة كهربائية صينية من طراز «في 2000 سي جي كاري أوول» «V2000CG CarryAll» فوق بحر الصين الجنوبي، حاملة على متنها فواكه طازجة وأدوية طارئة ومستلزمات لوجستية. وصلت الطائرة خلال أقل من ساعة إلى منصة «هوَي تشو 19-3» النفطية الواقعة على بُعد 150 كيلومتراً من شاطئ شينزين.
اللافت في المشهد لم يكن فقط سرعة الوصول مقارنة بسفن الشحن التي تستغرق عشر ساعات في الاتجاه الواحد، بل أيضاً كفاءة التكلفة، وانعدام الانبعاثات، والقدرة على الهبوط في مساحات ضيقة. وهذا ما يعزز جاهزية هذه التقنية للدمج ضمن منظومة الخدمات البحرية الطارئة والمستمرة.

يعتبر ذلك وفقاً لما أعلنته شركة أوتو فلايت AutoFlight التي طوّرت الطائرة في شنغهاي بالتعاون مع شركة النفط الوطنية البحرية الصينية CNOOC وشركة مروحيات أوفشور التابعة لمجموعة سيتيك CITIC.المثير في هذه التجربة أنّها لا تعكس مجرد قفزة تكنولوجية، بل تؤسس لتحول اقتصادي في ما يُعرف بـ«اقتصاد الارتفاعات المنخفضة»، إذ تسعى الصين إلى دفعه ليبلغ نحو 3 تريليونات يوان، إذ ما يعادل 417 مليار دولار أميركي بحلول عام 2030.ويُعلّق نائب مدير التنسيق في فرع شركة شركة النفط الوطنية البحرية الصينية CNOOC بشينزين، رن يونغيي، بأن استخدام الطائرات الكهربائية بدل السفن والمروحيات التقليدية سيساهم في تعزيز سرعة الاستجابة، وخفض التكاليف، وتوفير حل مرن ومتين للتعامل مع حالات الطوارئ والظروف المناخية القاسية التي تتميز بها المنصات البحرية.شمل نجاح الرحلة أيضاً القدرة على التحليق وسط رياح قوية وضباب مالح عالي الكثافة، وهي ظروف بيئية كانت تتطلب في السابق معدات باهظة أو حلولاً غير فعالة.تمكنت الطائرة من الإقلاع العامودي والتحليق والهبوط في مساحة محدودة جداً، ما يعكس نضج التكنولوجيا واستعدادها للتوسع التجاري.بذلك، لا تُعد هذه الرحلة مجرد تجربة طيران، بل خطوة أولى نحو ترسيخ استخدام الطائرات الكهربائية الثقيلة في قطاعات الطاقة والنقل البحري واللوجستيات المتقدمة، خاصة في الحالات التي تتطلب سرعة تنفيذ ودقة استجابة من دون أي انبعاثات.