السيارات الكهربائية في مصر: ترفٌ في مواجهة ارتفاع الأسعار

أصبحت السيارات الكهربائية كثيرة الظهور في شوارع القاهرة والجيزة منذ بداية العام، ولكنها لا تزال تشكّل نسبة هامشية في عدد السيارات في مصر. ويجمع أصحاب هذه المركبات الذين التقتهم CNN الاقتصادية أن التحول إلى السيارات الكهربائية ساعدهم على توفير مبالغ كبيرة بخلاف تكلفة تعبئة السيارة بالوقود مثل الجمارك وتكلفة الصيانة.
ووجدت في السيارة الكهربائية الحل الأمثل، إذ لاحظت أن تكاليفها التشغيلية أقل بكثير من السيارات التقليدية التي تعمل بالبنزين.
تكشف نهال عن أرقام مثيرة للاهتمام حول الفرق في المصاريف. ففي حين كانت تنفق نحو 5000 جنيه شهرياً على البنزين لتلبية مشاويرها، أصبحت فاتورة الكهرباء لشحن سيارتها لا تتجاوز 300 إلى 400 جنيه شهرياً. هذا الفرق الهائل في التكلفة يعكس مدى الكفاءة الاقتصادية للسيارات الكهربائية، ويشير إلى توفير مباشر وكبير في الميزانية الشهرية.لم تقتصر المكاسب المالية على تكاليف التشغيل اليومية فحسب، بل امتدت لتشمل المصاريف الحكومية والضرائب. فقد أوضحت نهال أن تكلفة ترخيص سيارتها الكهربائية لمدة ثلاث سنوات تبلغ نحو 1500 جنيه، مقارنة بـ8000 جنيه للسيارات التي تعمل بالبنزين، كما أن السيارات الكهربائية معفاة من الجمارك وتخضع فقط لضريبة القيمة المضافة بنسبة 14% وضريبة تنمية الموارد بنسبة 4%. هذا التوفير في الجمارك والضرائب يمثل نحو ثلث سعر السيارة، ما يجعلها خياراً جذاباً من الناحية المالية عند الشراء.بفضل هذه المبالغ استطاعت نهال شلبي أنها توفر سنوياً ما بين 50,000 و80,000 جنيه من استهلاك الوقود والمصاريف المرتبطة به. هذا التوفير لا يمثل مجرد مبلغ مالي يتم ادخاره، بل يتيح لها تحقيق مستوى معيشة أفضل، إذ يمكنها توجيه هذه الأموال نحو تلبية احتياجات شخصية أخرى.بالإضافة إلى المكاسب المادية، أشارت نهال إلى أن امتلاك سيارة كهربائية يوفر لها أيضاً الوقت، وهو «يساوي فلوس» كما تقول. فتقليل الحاجة إلى زيارة محطات الوقود وتكاليف الصيانة الدورية يمنحها المزيد من الوقت والجهد.في الختام، تقدم تجربة نهال شلبي دليلاً ملموساً على أن التحول إلى السيارات الكهربائية ليس مجرد خيار بيئي مسؤول، بل هو أيضاً قرار اقتصادي حكيم، يساهم في توفير مبالغ مالية كبيرة على المدى الطويل، ويعزز من جودة الحياة بشكل عام.حتى اللحظة أجمع كل من التقتهم CNN الاقتصادية أنهم لن يعودوا لاستخدام سيارات الاحتراق الداخلي من جديد. ولكن الملاحظة أن الكثير من ملاك السيارات الكهربائية في الولايات المتحدة يعودون إلى سيارات البنزين. وهي سوق أكثر نضجاً بالتأكيد من السوق في مصر. فالاختبار الحقيقي سيكون عند انتشار السيارات الكهربائية بنسبة كبيرة في شوارع مصر ومدى انتشار شبكات الشحن وهل سوالب النمو في الأعداد، فضلاً القدرة الكهربائية والبنية التحتية ومدى تحملها لإنشاء المحطات الجديدة.لا توجد إحصائيات محددة حول عدد السيارات الكهربائية في مصر، إذ دخلت السيارات الأولى إلى مصر كسيارات غولف لعدم وجود تشريع أو فئة ضريبية تحدد إجراءات الجمارك الخاصة بدخلها. ولكن حسب التقديرات، بلغ عدد السيارات الكهربائية في مصر يبلغ نحو 20 ألف مركبة.