خسائر بمليارات الدولارات.. «بيركشاير» تقر بفشل استثمارها في «كرافت هاينز»

أعلنت شركة «بيركشاير هاثاواي»، المملوكة للملياردير وارن بافيت، يوم السبت، عن تسجيلها خفضاً في قيمة استثمارها في شركة «كرافت هاينز» بقيمة 3.76 مليار دولار بعد خصم الضرائب (5 مليارات دولار قبل الضرائب)، في اعتراف صريح بأن هذا الاستثمار الذي بدأ قبل عقد من الزمن لم يحقق النتائج المرجوة.
وسجلت المجموعة العملاقة التي يقودها بافيت منذ عام 1965، انخفاضاً بنسبة 4% في الأرباح التشغيلية لتصل إلى 11.16 مليار دولار، أو ما يعادل نحو 7760 دولاراً للسهم من الفئة A، مقارنة بـ11.6 مليار دولار في الفترة نفسها من العام الماضي، أما الإيرادات الإجمالية، فقد تراجعت بنسبة 1% إلى 92.52 مليار دولار.
تراجع صافي الأرباح ليصل إلى 12.37 مليار دولار مقارنة بـ30.35 مليار دولار خلال الربع ذاته من العام الماضي، متأثراً كذلك بمكاسب وأسعار أسهم شركات مثل «أبل» و«أميركان إكسبريس».لطالما حث بافيت المستثمرين على تجاهل مكاسب وخسائر الاستثمار الظاهرة في صافي الدخل، خاصة تلك الناتجة عن أسهم لا تزال «بيركشاير» تحتفظ بها ولا تعتزم بيعها قريباً.«كرافت هاينز».. نزيف مستمرخفض القيمة الجديد في «كرافت هاينز» هو الثاني من نوعه، بعد خفض سابق بقيمة 3 مليارات دولار عام 2019، حين أقرَّ بافيت بأن «بيركشاير» دفعت أكثر مما ينبغي في صفقة اندماج «كرافت» و«هاينز» عام 2015، ويأتي هذا الخفض الجديد بعد إعلان «كرافت هاينز» في مايو الماضي أنها تدرس «خيارات استراتيجية» قد تشمل تقسيم الشركة.وأوضحت «بيركشاير» أنها كانت تقيّم استثمارها في «كرافت هاينز» بقيمة تفوق القيمة السوقية، لكن عدم اليقين الاقتصادي وخططها طويلة الأمد في البقاء كمستثمر، جعل هذا الفارق «غير مؤقت»، ما تطلب تسجيل خفض في القيمة.«أوكسيدنتال» بلا خفض.. رغم التقييم المبالغ فيهوفي المقابل، أشارت «بيركشاير» إلى أنها لا ترى ضرورة لخفض تقييم حصتها البالغة 28.1% في شركة النفط «أوكسيدنتال بتروليوم»، رغم أنها تُقيّم حالياً بأكثر من 5.3 مليار دولار فوق قيمتها العادلة في السوق.تراجع الأسهم وفقدان «علاوة بافيت»منذ إعلان بافيت في 3 مايو عزمه على التنحي عن منصب الرئيس التنفيذي بنهاية العام، وتسمية نائب الرئيس «غريغ آيبل» خلفاً له، انخفضت أسهم «بيركشاير» بأكثر من 12%، متراجعة بنحو 22 نقطة مئوية مقارنة بمؤشر «ستاندرد آند بورز 500»، ويرى محللون أن ما يُعرف بـ«علاوة بافيت» على سعر السهم قد بدأت بالتلاشي، وسط توقعات بتباطؤ النمو في قطاع التأمين، وهو أحد مصادر الأرباح الرئيسية للشركة.كما أسهم غياب صفقات استثمارية جديدة في الضغط على أداء الشركة، رغم تكهنات بأن وحدة السكك الحديدية التابعة لها «BNSF» قد تسعى لشراء «CSX» بهدف إنشاء شبكة عابرة للقارة، وذلك بعد إعلان «يونيون باسيفيك» موافقتها على شراء «نورفولك ساوثرن» في 29 يوليو.شركة عملاقة بـ1.02 تريليون دولارتبلغ القيمة السوقية لـ«بيركشاير هاثاواي» حالياً نحو 1.02 تريليون دولار، وهي تضم نحو 200 شركة في مجالات متنوعة تشمل التأمين، وإنتاج الكهرباء والطاقة المتجددة، والصناعات الكيماوية، إضافة إلى علامات استهلاكية شهيرة مثل «ديري كوين»، و«فروت أوف ذا لوم»، و«سيز كانديز».تراجع أرباح التأمين وارتفاع الطاقةقالت «بيركشاير» إن أرباح التأمين تراجعت بنسبة 12% خلال الربع الثاني، ويرجع ذلك بالأساس إلى قطاع إعادة التأمين وبعض شركات التأمين الأصغر. وعلى الرغم من ذلك، سجلت وحدة «جيكو» لتأمين السيارات ارتفاعاً بنسبة 2% في الأرباح قبل الضرائب، مدعومة بزيادة 5% في الأقساط، رغم ارتفاع طفيف في خسائر الحوادث.وتستمر «جيكو» في فقدان حصص سوقية لصالح منافسين مثل «ستيت فارم» و«بروغريسيف»، في ظل تركيزها على تحسين جودة الاكتتاب وتحديث التكنولوجيا وخفض الوظائف.وسجلت وحدة «BNSF» للنقل بالسكك الحديدية زيادة بنسبة 19% في الأرباح الفصلية، بفضل جهود خفض التكاليف وتراجع أسعار الوقود، أما وحدة «بيركشاير هاثاواي إنرجي»، فقد سجلت زيادة بنسبة 7% في الأرباح.قانون «الفاتورة الجميلة» يثير الترقبقالت الشركة إنها تدرس تأثير «قانون الفاتورة الجميلة الواحدة» الذي وقّعه الرئيس الأميركي دونالد ترامب الشهر الماضي، على جدوى مشاريعها في مجال الطاقة المتجددة والتخزين والتكنولوجيا المحايدة كربونياً.ثروة بافيت تتراجع قليلاًرغم تراجع سهم «بيركشاير» مؤخراً، ما أدى إلى انخفاض ثروته، لا يزال وارن بافيت يحتل المرتبة التاسعة في قائمة أغنى أثرياء العالم، بثروة تُقدر بـ141.7 مليار دولار، حسب مجلة «فوربس»، وذلك رغم تبرعه بأكثر من نصف أسهمه في «بيركشاير» خلال العقود الأخيرة.