انقسامات حادة تعيق الوصول إلى توافق عالمي حول تلوث البلاستيك

انقسامات حادة تعيق الوصول إلى توافق عالمي حول تلوث البلاستيك

يستعد المفاوضون لمحاولة جديدة للتوصل إلى اتفاق عالمي بشأن التلوث البلاستيكي في محادثات تنطلق يوم الثلاثاء في جنيف، لكنهم يواجهون انقسامات عميقة بشأن كيفية التعامل مع هذا الخطر البيئي والصحي.

تلوث البلاستيك ينتشر من أعماق المحيطات إلى دم الإنسان

وفي عام 2022، اتفقت الدول على التوصل إلى حل للأزمة بحلول نهاية عام 2024، لكن المحادثات التي جرت في بوسان، كوريا الجنوبية، فشلت في تجاوز الخلافات الجوهرية.

انقسام بين دعاة تقليص الإنتاج والدول النفطية المدافعة عن المعالجة

أحد أطراف التفاوض يطالب باتفاق عالمي ملزم وطموح يقيّد الإنتاج ويقضي تدريجياً على المواد الكيميائية الضارة.في المقابل، ترفض مجموعة من الدول النفطية، من بينها إيران وروسيا، فرض أي قيود على الإنتاج، وتطالب بالتركيز فقط على معالجة النفايات.

تحذيرات دولية من تضاعف استهلاك البلاستيك

تتوقع منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية أن يزداد الاستهلاك العالمي للبلاستيك ثلاثة أضعاف بحلول عام 2060 إذا لم تُتخذ إجراءات.وفي الوقت ذاته، تتوقع الأمم المتحدة للبيئة أن ترتفع كمية النفايات البلاستيكية في التربة والمجاري المائية 50% بحلول عام 2040.ويُنتج العالم سنوياً نحو 460 مليون طن من البلاستيك، نصفها تقريباً يُستخدم مرة واحدة فقط، ولا يُعاد تدوير سوى أقل من 10% منها.

البلاستيك يتفكك ليصل إلى الدم والأعضاء البشرية

تتحلل المواد البلاستيكية إلى جزيئات صغيرة للغاية، ما يجعلها تنتشر في كامل النظام البيئي، بل وتصل إلى دم الإنسان وأعضائه، بحسب دراسات حديثة، في حين تبقى آثارها الصحية على الأجيال الحالية والمستقبلية مجهولة إلى حد كبير.رغم صعوبة التوفيق بين مصالح البيئة والصحة العامة والصناعة، قالت المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، إنغر أندرسن، في مؤتمر صحافي قبل المحادثات: من الممكن جداً الخروج من جنيف بمعاهدة.وكان النص الذي صدر بعد فشل محادثات كوريا الجنوبية قد تضمن 300 نقطة خلاف لا تزال عالقة.

تقييد الإنتاج وقائمة المواد الكيميائية الخطرة

تعد مسألة تقييد إنتاج البلاستيك الجديد الأكثر إثارة للانقسام، إذ تعارضها الدول المنتجة للنفط مثل إيران وروسيا.كما تبرز الخلافات حول وضع قائمة بالمواد الكيميائية الخطرة، مثل مركبات PFAS، وهي مجموعة من المواد الاصطناعية تُعرف باسم «المواد الكيميائية الأبدية» نظراً لصعوبة تحللها.

الدول النامية بين التأثر الاقتصادي والتلوث البيئي

من جهتها، تُبدي الدول النامية اهتماماً كبيراً بالمحادثات، إما لأنها منتجة للبلاستيك وقد تتضرر اقتصاداتها من التقييد، أو لأنها تعاني من التلوث البلاستيكي وتطالب بالمحاسبة، بحسب المصدر نفسه.وفي يونيو، خلال مؤتمر الأمم المتحدة للمحيطات في مدينة نيس الفرنسية، دعت 96 دولة من بينها دول جزرية صغيرة وزيمبابوي، إلى جانب الاتحاد الأوروبي والمكسيك والسنغال إلى معاهدة طموحة تتضمن أهدافاً لتقليص إنتاج واستهلاك البلاستيك.(رويترز)