ترامب يعتمد على سمعته كمفاوض ماهر من خلال استراتيجية الرسوم الجمركية

يراهن الرئيس الأميركي دونالد ترامب على سمعته كمفاوض صارم وصاحب صفقات بارع وهي سمعته التي خدمته جيداً طوال حياته من خلال سياسة رسوم جمركية حمائية بالغة القوة.
الرسوم الجمركية كأداة للقوة الاقتصادية الأميركية
وكانت موجة التعديلات الجمركية الأخيرة هذا الأسبوع استمراراً لهذا النهج.
وقع ترامب يوم الخميس -الذي بدأ مسيرته في قطاع العقارات- رسوماً جمركية جديدة على عشرات من شركاء الولايات المتحدة التجاريين، مستخدماً قلماً أسود.وكان من المقرر أن تدخل هذه الرسوم حيز التنفيذ في الأول من أغسطس، لكن تم تأجيلها إلى السابع من الشهر ذاته.
ترامب لن يتراجع هذه المرة
قال جوش ليبسكي، الخبير في الاقتصاد الدولي بمركز أتلانتيك كاونسل، إن ترامب «لم يتراجع»، بل ينفذ، إن لم يكن يتجاوز، ما وعد به في حملته بشأن الرسوم».ويرى ماثيو آكس، محلل السياسات العامة لدى إيفركور ISI، أنه لا يتوقع «تغييراً كبيراً» في القرار الأخير، باستثناء احتمال توصل بعض الدول مثل تايوان أو الهند لاتفاقات خلال مهلة الأيام السبعة قبل تنفيذ الرسوم.
تنازلات تكتيكية مع أوروبا واليابان وكوريا دون تفاصيل واضحة
وبعد مفاوضات مكثفة سبقت إعلان الرسوم، توصل ترامب إلى سلسلة من التفاهمات مع الاتحاد الأوروبي واليابان وكوريا الجنوبية، شملت فرض معدلات جمركية متفاوتة والترويج لاستثمارات ضخمة في أميركا.كتب ترامب في كتابه فن الصفقة: الصفقات هي فني الخاص، والبعض يرسم لوحات رائعة أو يكتب شعراً جميلاً، أما أنا فأحب عقد الصفقات، ويفضل أن تكون صفقات كبيرة، هذا ما يمنحني السعادة. وأضاف أنه دائماً ما يحمي نفسه من خلال المرونة، موضحاً: لا أتشبث بصفقة واحدة أو نهج واحد فقط.
النهج التجاري يثبت سياسياً.. لكن شعبيته تتراجع
رغم الانتقادات المستمرة لتراجعاته في السياسة التجارية، فإن ترامب بالكاد غيّر من استراتيجيته، لكن ذلك قد يكون مكلفاً سياسياً.ففي استطلاع أجرته جامعة كوينيبياك في منتصف يوليو، عبّر 40% فقط من المشاركين عن دعمهم لسياسة ترامب التجارية، بينما أبدى 56% اعتراضهم عليها.ويقول خبراء إن أرقام التوظيف الأخيرة تُظهر تأثير السياسة الحمائية التي يتبعها ترامب، إذ جرى تعديل بيانات التوظيف في مايو ويونيو بشكل كبير إلى الأسفل، لتصل إلى أدنى مستوياتها منذ جائحة كوفيد-19.(أ ف ب)