ترامب يُثير «نزاع القهوة».. خسائر على أمريكا والبرازيل وفوائد للصين

يبدو أن التعريفات الجمركية الباهظة التي فرضتها إدارة الرئيس دونالد ترامب على واردات البن البرازيلي ستُعيد تنظيم مسارات تجارة حبوب البن من أكبر مُزارع ومُصدّر في العالم، ما يُفيد الصين ويُحفّز التجار على البحث عن طرق غير مباشرة لدخول الولايات المتحدة.
بنحو 25 مليون كيس سنوياً، تُعدّ الولايات المتحدة أكبر مُستهلك للبن في العالم، ويأتي ثلث هذه الكمية من البرازيل، من خلال تجارة ثنائية بلغت قيمتها 4.4 مليار دولار خلال الاثني عشر شهراً المنتهية في يونيو حزيران.
قال مايكل جيه نوجنت، كبير سماسرة القهوة الأميركيين ومالك شركة إم جيه نوجنت وشركاه: «سيُعاد تنظيم تدفق تجارة القهوة العالمية، سيمتد أثر ذلك من ساو باولو إلى سياتل، من المنشأ إلى المحمص، إلى سلاسل المقاهي، ومحلات البقالة، وحتى رواد الأعمال الصباحيين».
الصين المستفيد الأول
مع اضطراب السوق الأميركية، يتجه المزيد من البن البرازيلي إلى الصين، مستفيداً من العلاقات التجارية بين البلدين وعضويتهما في مجموعة «بريكس». وقال مارك شونلاند، المستشار المستقل لصناعة القهوة الأميركية، إن المزيد من حبوب البن البرازيلية قد تتجه إلى الصين بسبب العلاقات التجارية بين البلدين، وبعد أن عطّلت إدارة ترامب الأولى التجارة.يشهد استهلاك القهوة ارتفاعاً كبيراً في الصين، حيث يُقلع الشباب عن شرب الشاي بحثاً عن جرعة أعلى من الكافيين، وتُعدّ البرازيل موردها الرئيسي، حيث صدّرت 538 ألف كيس إلى الصين في النصف الأول من عام 2025، وفقاً لبيانات رابطة المصدرين «سيكافيه». شهد استهلاك القهوة في الصين نمواً بنحو 20% سنوياً خلال السنوات العشر الماضية، وتضاعف استهلاك الفرد من القهوة في السنوات الخمس الماضية، وفقاً لبيانات القطاع.قال لوغان أليندر، رئيس قسم القهوة في شركة أطلس كوفي كلوب الأميركية لتحميص وتوزيع القهوة، إنه من الممكن أيضاً تصدير المزيد من حبوب البن البرازيلية إلى الاتحاد الأوروبي، حيث لا تواجه أي رسوم جمركية.ويرى خبراء التجارة أن هناك إمكانيات أمام المصدرين لمحاولة التهرب من الرسوم الجمركية من خلال تصدير القهوة البرازيلية إلى دول أخرى، ومنها إلى الولايات المتحدة.وقال ديباجيوتي باتاتشاريا، نائب الرئيس التجاري في شركة إيه إف إي إكس المحدودة للسلع الزراعية: «سيزيد ذلك من تكاليف اللوجستيات، ولكنه سيخفض تأثير الرسوم الجمركية إلى ما بين 10% و15% كحد أقصى»، مضيفاً أنه يمكن استخدام دول مثل المكسيك أو بنما كمحطات توقف.وتابع: «بدون سلسلة توريد قوية وقابلة للتتبع، تصبح الرسوم الجمركية بلا معنى. أعني، لا يمكننا إيقاف تدفق النفط، فلماذا نمنع تدفق القهوة؟». قالت جوديث غانيس، كبيرة محللي السلع اللينة والمستشارة المستقلة، إن استبعاد الولايات المتحدة للقهوة من قائمة إعفاءات واسعة النطاق للمنتجات البرازيلية يشير إلى أن ترامب يستخدم المنتج كورقة مساومة في نزاعه السياسي مع الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا.وقال ترامب إن المحكمة العليا البرازيلية تعامل حليفه، الرئيس البرازيلي السابق جايير بولسونارو، بشكل غير عادل. وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على قاضي المحكمة العليا ألكسندر دي مورايس يوم الأربعاء.وأفاد التجار بأن القهوة التي يتم تحميلها في البرازيل بحلول 6 أغسطس يمكن أن تدخل الولايات المتحدة دون دفع التعريفة الجمركية حتى 6 أكتوبر.وقال ويليام كابوس، الرئيس التنفيذي لشركة داون إيست كوفي روسترز، وهي شركة كبيرة لمعالجة القهوة على الساحل الشرقي للولايات المتحدة، إنه يسارع إلى شحن القهوة البرازيلية التي اشتراها بالفعل من أميركا الجنوبية قبل هذا الموعد النهائي الأسبوع المقبل.ومن الآن فصاعداً، قال كابوس إنه سيتطلع إلى شراء القهوة من أميركا الوسطى وإفريقيا لتحل محل حبوب البن البرازيلية، وأضاف «لكن الجميع سيفعلون ذلك، لذا فإن الأمر من حيث السعر سوف يشكل ضغطاً على المشترين الأميركيين».(رويترز)