«أبل» تزدهر بمبيعات «آيفون» في الصين وسط تهديد بضريبة جمركية محتملة بقيمة 1.1 مليار دولار

تلقّت أبل دفعة قوية طال انتظارها بفضل ارتفاع مبيعات الأيفون وتعافي الإيرادات في السوق الصينية، غير أن هذه الإيجابيات اصطدمت بواقع جديد، فقد تصل رسوم جمركية محتملة إلى 1.1 مليار دولار في الربع الحالي نتيجة سياسات الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وعلى صعيد السوق الصينية، نمت الإيرادات من 14.7 إلى 15.3 مليار دولار، وهي إشارة مشجعة بعد تراجع الأداء هناك لفترة. بلغت الإيرادات الإجمالية 94 مليار دولار، بزيادة سنوية قدرها 10%، ورغم هذه القفزة، لم ترتفع أسهم الشركة سوى بنحو 2% في التداولات اللاحقة للإغلاق، مقارنةً بمكاسب أكبر بكثير حققتها مايكروسوفت وميتا بفضل استثماراتهما الضخمة في الذكاء الاصطناعي، وهو المجال الذي لا تزال أبل متأخرة فيه.
لا تأتي الضغوط فقط من المنافسة في قطاع الذكاء الاصطناعي، بل من الاضطرابات في سلاسل التوريد العالمية، إذ حوّلت أبل الجزء الأكبر من إنتاجها الموجه للسوق الأميركية من الصين إلى الهند، في محاولة لتجنّب رسوم جمركية محتملة تصل إلى 25%، بعدما هدّد ترامب بفرضها إذا لم يُصنع الهاتف داخل أميركا. أوضحت أبل أن معظم الأيفونات المبيعة في الولايات المتحدة أصبحت من منشأ هندي، بينما تحتفظ بوجود كبير داخل أميركا نفسها، بما في ذلك إنتاج نحو 19 مليار شريحة إلكترونية.من جهة أخرى، تواصل أبل محاولاتها للحاق بركب الذكاء الاصطناعي، إذ تعمل على نسخة جديدة من «سيري» من المتوقع إطلاقها العام المقبل، بالإضافة إلى أدوات تعتمد على الذكاء الاصطناعي مثل توليد الرموز التعبيرية تلقائياً وتلخيص النصوص، لكن هذه الوظائف لا تزال بعيدة عن قدرات منصات مثل شات جي بي تي وجيميني.قال الرئيس التنفيذي تيم كوك إن الشركة استحوذت على سبع شركات هذا العام، بعضها في مجال الذكاء الاصطناعي، وإنه تم تخصيص عدد كبير من العاملين لمشاريع الذكاء الاصطناعي. ومع ذلك، بدأت أبل تفقد بعضاً من أفضل باحثيها لصالح ميتا، ما يضيف ضغطاً إضافياً على استراتيجية الشركة.في ظل هذه التحديات، يزداد الحديث داخل السوق عن الحاجة إلى قيادة جديدة، فقد تساءل محللون من شركة «لايتشيد بارتنرز» مؤخراً عما إذا كانت أبل بحاجة إلى رئيس تنفيذي جديد يكون أكثر تركيزاً على المنتجات، بدل شخصية تنفيذية بامتياز مثل كوك، الذي يُنظر إليه على أنه رجل إدارة أكثر منه قائد رؤية تقنية.( ليزا إيديسيكو، CNN)