أدنوك للحفر لـ«CNN الاقتصادية»: نستهدف إيرادات بقيمة 5 مليارات دولار مع تسارع ملحوظ في النصف الثاني

أدنوك للحفر لـ«CNN الاقتصادية»: نستهدف إيرادات بقيمة 5 مليارات دولار مع تسارع ملحوظ في النصف الثاني

أعلنت شركة «أدنوك للحفر» عن تحقيق نتائج مالية قياسية في النصف الأول من عام 2025، مع تسجيل إيرادات بلغت 8.71 مليار درهم، بزيادة 30% على أساس سنوي، وصافي ربح بلغ 2.54 مليار درهم، بنمو قدره 21%. لكن اللافت أكثر كان نمو التدفقات النقدية الحرة بنسبة 67% لتصل إلى 2.67 مليار درهم، وهو ما أتاح للشركة رفع توجيهاتها المالية لبقية العام، ومواصلة التوسع دون التأثير على توزيعات الأرباح.وفي حديثه مع CNN الاقتصادية، كشف يوسف سالم، المدير المالي لـ«أدنوك للحفر»، أن الأداء القوي المسجل حتى الآن لا يمثّل ذروة النمو، بل بداية موجة تصاعدية جديدة: «النصف الثاني سيشهد تسارعاً واضحاً في الإيرادات نتيجة دخول حفارتين بحريتين إضافيتين الخدمة في يوليو، إلى جانب زيادة في حصتنا السوقية في مجال الخدمات النفطية، خصوصاً الحفر غير التقليدي».
وأضاف: «كل هذه العوامل تدفعنا إلى رفع سقف الطموح، ونتوقع أن نحقق إيرادات تصل إلى 5 مليارات دولار خلال السنوات الثلاث المقبلة، بدعم من توسعات إقليمية واستثمارات جديدة».

حفر أسرع.. وكفاءة غير مسبوقة

من بين أبرز العوامل التي أسهمت في تحسن النتائج كانت الكفاءة التشغيلية في الحفر، لا سيما في المشاريع غير التقليدية، ففي إطار المرحلة الأولى من عقد بقيمة 1.7 مليار دولار، أنهت الشركة حفر أكثر من 40% من 144 بئراً مخططاً لها.

وأوضح سالم أن «معدلات الحفر تحسّنت بشكل كبير، كنا في البداية نحتاج إلى أكثر من 40 يوماً لحفر البئر، أما اليوم فننجزها في أقل من 20 يوماً، وبعض الآبار لا تتجاوز 14 يوماً»، مؤكداً أن هذا التحسن يعادل تقليصاً يفوق 50% في المدة الزمنية، ما يعزز وتيرة التسليم ويضيف موارد جديدة من النفط والغاز لصالح شركة أدنوك.وأشار إلى أن هذا الأداء كان حاسماً في جذب شركات عالمية مثل «جي إي» و«بتروناس» الماليزية للمشاركة في مشاريع الموارد غير التقليدية: «النتائج القوية التي حققناها حفّزت شركاء دوليين على الدخول، وهذا يُعد مؤشر ثقة بسوق الإمارات وإمكانيات أدنوك للحفر».

توسعات إقليمية لتعزيز الإيرادات

إلى جانب الأداء المحلي، تسير الشركة في مسار توسع إقليمي مدروس، فقد استحوذت مؤخراً على 70% من أعمال الحفر البرية التابعة لشركة SLB في الكويت وسلطنة عُمان، ضمن اتفاقية تعزز وجودها في أسواق الخليج.وأكد سالم أن هذه الخطوة ستنعكس على الإيرادات بشكل واضح بدءاً من العام المقبل، قائلاً: «إيرادات التوسعات في الكويت وعمان ستدخل في الحسبة التشغيلية ابتداءً من 2026، لكنها تعكس رؤيتنا طويلة الأمد لبناء منصة إقليمية متكاملة».

استثمار متواصل.. ونمو مستدام

في موازاة التوسعات، خصصت «أدنوك للحفر» ميزانية استثمارية تصل إلى مليار دولار هذا العام، تشمل مشاريع داخل الدولة وخارجها، ووفقا لسالم فإن هذا التوازن بين التوزيع والنمو الاستثماري هو ما يمنح الشركة ميزة تنافسية فريدة: «لدينا القدرة على الموازنة بين توزيعات أرباح سخية ونمو عضوي مستمر، وهذه معادلة لا تحققها الكثير من الشركات في القطاع».

الذكاء الاصطناعي.. أداة تشغيل وقرار

وأشار سالم إلى أن التحول الرقمي بات جزءاً لا يتجزأ من العمليات التشغيلية والإدارية للشركة، حيث يتم حالياً تنفيذ 95% من أعمال الحفر غير التقليدية باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي والميكنة.ولفت إلى أن هذا التوجه انعكس على الربحية: «منذ بدأنا رحلتنا مع التكنولوجيا قبل 3 سنوات، رفعنا هامش الربح من 45% إلى 51%، والذكاء الاصطناعي لعب دوراً كبيراً في ذلك، سواء في تحسين الإدارة أو تقليص زمن العمليات».وفي خطوة غير مسبوقة، كشف سالم أن الشركة بدأت إشراك الذكاء الاصطناعي حتى في الحوكمة: «شهد أول اجتماع لمجلس الإدارة هذا العام مشاركة مراقب للذكاء الاصطناعي، وهو يشارك حالياً في النقاشات ويقدّم توصيات تشغيلية مبنية على التحليل الآلي».

سياسة توزيعات واضحة ومرنة

وبشأن العوائد للمستثمرين، أقرّ مجلس إدارة «أدنوك للحفر» توزيع أرباح فصلية بقيمة 217 مليون دولار عن الربع الثاني، ضمن سياسة تصاعدية تضمن حداً أدنى من التوزيعات يُرفع بنسبة لا تقل عن 10% سنوياً لمدة خمس سنوات.وقال سالم: «نحن الشركة الوحيدة في الإمارات التي توزع أرباحاً فصلية متصاعدة بهذا الشكل، والحد الأدنى من التوزيعات قد يرتفع بحسب أداء الشركة، ما يعكس مرونة مالية عالية».وأشار إلى أن هذه السياسة، إلى جانب النمو المستمر، جعلت سهم «أدنوك للحفر» من بين أكثر الأسهم طلباً من قبل المستثمرين في الأسواق الناشئة، كما أصبح واحداً من أكثر الأسهم تغطية من قبل المحللين الماليين على مستوى العالم.

رؤية طويلة المدى.. وثقة متواصلة

وارتفعت قيمة العقود الجديدة إلى 17.63 مليار درهم خلال النصف الأول، ما يعزز وضوح الرؤية المستقبلية للإيرادات حتى عام 2040 وما بعده، ويعكس ثقة السوق المستمرة في قدرة الشركة على تحقيق نمو طويل الأجل مدعوم بأسس مالية وتشغيلية قوية.وقال سالم: «لدينا اليوم عقود تمتد لعقود، ونموذج تشغيلي متين، وتوسع إقليمي، وتحوّل تقني، هذه ليست مؤشرات على النجاح فحسب، بل ركائز تضمن استدامة هذا النجاح».