أستراليا تمنع الأطفال من استخدام اليوتيوب: الأسباب والطرق وراء ذلك

أستراليا تمنع الأطفال من استخدام اليوتيوب: الأسباب والطرق وراء ذلك

دخلت أستراليا في صراع مع أكبر منصة نشر فيديو في العالم، بعد تراجعها عن وعد سابق باستبعاد يوتيوب من حظرها على مواقع التواصل الاجتماعي للأطفال دون سن السادسة عشرة.

صرح متحدث باسم يوتيوب بأن قرار إدراجه ضمن الحظر «يُخالف التزاماً واضحاً وعلنياً» من الحكومة بمعاملة الموقع كأداة تعليمية.
وقال المتحدث، مُغفلاً التعليق على حالات التهديدات القانونية المُبلغ عنها، «سندرس الخطوات التالية وسنواصل التواصل مع الحكومة».ولن يشمل الحظر تطبيق يوتيوب كيدز لأنه لا يسمح للمستخدمين بتحميل مقاطع الفيديو أو التعليق عليها.في حديثها، أمس الأربعاء، شبّهت وزيرة الاتصالات أنيكا ويلز الحظر بتعليم الأطفال السباحة في مسابح الضواحي، بدلاً من «تعليم أطفالك السباحة في المحيط المفتوح، مع التيارات المائية وأسماك القرش».وأوضحت الحكومة أن قرار إدراج يوتيوب جاء متأثراً باستطلاع أجرته هيئة تنظيم الإنترنت المستقلة في أستراليا، وهي لجنة السلامة الإلكترونية، هذا الشهر، الذي وجد أن 37% من الأطفال الذين شملهم الاستطلاع أفادوا بمشاهدتهم محتوى ضاراً على الموقع.يشمل المحتوى الضار الأفكار الجنسية أو المعادية للنساء أو محتوى يحض على الكراهية أو يشجع على عادات غذائية أو رياضية غير صحية.قالت ويلز للبرلمان أمس الأربعاء «يستخدم يوتيوب خصائص التصميم الجاذبة نفسها التي تستخدمها منصات التواصل الاجتماعي الأخرى، مثل المشاهدة اللانهائية للفيديوهات، والتشغيل التلقائي، واستخدام الخوارزميات»، وأضافت «أطفالنا لا يملكون أي فرصة».

كيفية الحظر

أقرت الحكومة العام الماضي ما وصفته بالتشريع «الرائد عالمياً»، مانحةً مهلة 12 شهراً لضبط كيفية عمله.وكجزء من بحثها، أجرت الحكومة تجارب للتحقق من ضمان العمر، وذلك لوضع قواعد منطقية يمكن تطبيقها وفرضها على شركات التواصل الاجتماعي.وخلص تقرير أولي صدر في يونيو إلى 12 نتيجة، منها إمكانية التحقق من العمر بطريقة «خاصة وقوية وفعالة»، لكنه وجد أيضاً أنه لا يوجد «حل واحد شامل» يناسب جميع الحالات، ولا حل فعال بنسبة 100%.وذكر التقرير أيضاً ظهور «أدلة مثيرة للقلق» على أن المنصات «تبالغ في توقع احتياجات الجهات التنظيمية النهائية بشأن توفير المعلومات الشخصية للتحقيقات المستقبلية».وخلص التقرير الأولي إلى أن «بعض مقدمي الخدمات يطورون أدوات تُمكّن الجهات التنظيمية أو جهات إنفاذ القانون أو المحققين الجنائيين من تتبع الإجراءات التي اتخذها الأفراد للتحقق من أعمارهم، ما قد يؤدي إلى انتهاك الخصوصية بسبب جمع البيانات والاحتفاظ بها بشكل غير ضروري».وأثار منتقدو الخطة مخاوف بشأن الخصوصية، بينما يقول آخرون إنها ستحد من الخيارات المتاحة للأطفال المعزولين والمعرضين للخطر الذين يعتمدون على منصات التواصل الاجتماعي للحصول على الدعم.وأقرت ويلز بأن الحظر لن يكون مثالياً «الأطفال سيجدون طريقة للتغلب على الحظر».

منظور المنصات

يقول يوتيوب ومنصات أخرى إنهم يتخذون بالفعل خطوات لحماية الأطفال على الإنترنت.أعلن موقع يوتيوب هذا الأسبوع عن تجارب جديدة للذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة لتفسير «مجموعة متنوعة من الإشارات» لتحديد ما إذا كان عمر المستخدم أقل من 18 عاماً.وأفاد يوتيوب في بيان له «تشمل هذه الإشارات أنواع مقاطع الفيديو التي يبحث عنها المستخدم، وفئات مقاطع الفيديو التي شاهدها، ومدة صلاحية الحساب».وأضافت الشركة أنه في حال تحديد عمر المستخدمين على أنهم أقل من 18 عاماً، فسيتم إلغاء تفعيل الإعلانات المخصصة، وتقييد المشاهدة المتكررة لبعض أنواع المحتوى.وقد مارست المنصات ضغوطاً ضد الحظر الأسترالي، مناشدةً الحكومة والآباء الأستراليين إعادة النظر في الاقتراح.ونشرت تيك توك مؤخراً إعلانات على منصة فيسبوك، تروّج للمنصة كأداة تعليمية للأطفال الأستراليين.وجاء في أحد الإعلانات على الإنترنت «من الصيد إلى مهارات الطهي، يتعلم المراهقون الأستراليون شيئاً جديداً كل يوم على تيك توك».كشفت ويلز أن إدارة يوتيوب قد أرسلت ممثلاً عن فرقة «ويغلز» للتفاوض معها، وهي فرقة ترفيهية أسترالية للأطفال تحظى بشعبية واسعة، للدفاع عن نفسها ضد إدراجها في الحظر، ولكن ويلز رفضت الوساطة لأن أربعة من كل عشرة من الأطفال سيتعرضون لأذى على الإنترنت على يوتيوب.(هيلاري وايتمان، CNN)