أساليب التطوير: كيف يقوم TIR الذكي بإعادة تشكيل الخريطة اللوجستية للعراق ودوله المجاورة؟

أساليب التطوير: كيف يقوم TIR الذكي بإعادة تشكيل الخريطة اللوجستية للعراق ودوله المجاورة؟

في خطوة وصفها مراقبون بـ«التحول المفصلي» في البنية التحتية الإقليمية، أعلنت الحكومة العراقية في يونيو حزيران 2025 عن إطلاق نظام التير للنقل الذكي (TIR)، وذلك لتسهيل عبور الشحنات بين الخليج وتركيا، ومنها إلى أوروبا، ضمن مشروع «طريق التنمية».

من 26 يوماً إلى 10.. قفزة في زمن الشحن

نظام TIR يعتمد على ختم جمركي موحد يثبت على الشاحنة في بلد المنشأ، ولا يفتح حتى الوصول إلى وجهتها النهائية، ما يلغي الحاجة للتفتيش في كل دولة.

ووفقاً للاتحاد الدولي للنقل البري، يتم مراقبة الشحنات عبر نظام TIR-EPD الإلكتروني بالتكامل مع منصة «أوروك» العراقية، إلى جانب تتبع الأقمار الصناعية جي بي إس وفحوص أمنية عند نقاط محورية.

ما نظام TIR؟ ولماذا يمثل نقطة تحول للعراق؟

نظام النقل البري الدولي TIR (Transit International Routier) هو آلية جمركية عالمية، أُنشئت عام 1949 بإشراف الأمم المتحدة وتدار من قبل الاتحاد الدولي للنقل البري، لتسهيل حركة البضائع بين الدول دون الحاجة للتفتيش المتكرر في كل حدود، مع ضمانات جمركية موحدة مسبقاً.وبحسب الاتحاد الدولي للنقل البري، فإن العراق أصبح رسمياً جزءاً من النظام في 1 أبريل نيسان 2025، ما يجعل الشحن عبر أراضيه أسرع بنسبة تصل إلى 80%، وأقل تكلفة بنسبة 38% مقارنة بالطرق التقليدية، وفقاً لتصريحات وزير النقل العراقي رزاق السعداوي في مارس آذار 2025.

أبعاد إقليمية.. طريق التنمية في العراق كممر بديل للبحر الأحمر

بالنظر إلى الاضطرابات في البحر الأحمر، يوفر TIR مسارات بديلة آمنة وفعالة، لا سيما عبر العراق، ما يدفع دول الخليج وتركيا وحتى الاتحاد الأوروبي إلى إعادة تقييم خريطة طرقهم التجارية، فالمسار البري يحقق ميزة تنافسية أمام الموانئ المكتظة أو غير الآمنة.وفقاً للأمين العام للاتحاد الدولي للنقل البري، أمبرتو دي بريتو، فإن «ما فعله TIR لأوروبا بعد الحرب العالمية الثانية، يفعله اليوم للعراق والمنطقة»، مشيراً إلى أن تشغيل النظام في بغداد «يعيد إحياء دور العراق التاريخي كمفترق طرق للتجارة العالمية».مشروع طريق التنمية، الذي يشمل البنية التحتية من موانئ وسكك حديدية وطرق سريعة ومناطق لوجستية والذي تتجاوز كلفته 17 مليار دولار، يشكل قلب الرؤية العراقية الجديدة لتحويل البلاد من معبر جغرافي إلى محور لوجستي متكامل.ويمتد المشروع من ميناء الفاو الكبير جنوب العراق، مروراً بـ11 محافظة رئيسية، وصولاً إلى معبر فيشخابور على الحدود مع تركيا، على هذا الامتداد يتم تطوير شبكة من الطرق البرية والسكك الحديدية، إلى جانب مناطق لوجستية وصناعية ومحطات تحميل ذكية، ومع التشغيل الفعلي للمرحلة الأولى في 2028، يتوقع أن تبدأ 12 محطة في استقبال البضائع والشحنات تحت نظام TIR.ويجري حالياً تجهيز معابر مثل إبراهيم الخليل (على الحدود التركية) وتريبيل (على الحدود الأردنية) كمراكز جمركية رئيسية لمرور شاحنات TIR، وفق ما أعلنه وزير النقل العراقي.

– زمن الشحن عبر العراق انخفض من 14 يوماً (عبر البحر الأحمر) إلى أقل من أسبوع في بعض الحالات، بحسب تقارير الاتحاد الدولي للنقل البري.- نسبة تقليص الكلفة تصل إلى 38% مقارنة بالطرق البحرية، حسب وزارة النقل العراقية.- توقعات العوائد من مشروع طريق التنمية المدمج بنظام TIR تصل إلى 4 مليارات دولار سنوياً، وفقاً لوزارة النقل العراقية في 2024.- فرص العمل المتوقعة تتجاوز 100 ألف وظيفة مباشرة وغير مباشرة خلال التنفيذ والتشغيل.