روغان يضع ترامب في موقف محرج حول إبستين.. أسرار غير واضحة وردود فعل غير متوقعة

روغان يضع ترامب في موقف محرج حول إبستين.. أسرار غير واضحة وردود فعل غير متوقعة

أطلق صاحب البودكاست الأشهر في أميركا، جو روغان، هجوماً لاذعاً على إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بسبب الغموض المحيط بملف جيفري إبستين، متهماً وزارة العدل بـ«التلاعب بالرأي العام» ومطالباً بالكشف الكامل عن كل الوثائق والمقاطع المرتبطة بالقضية. لم تكن الحلقة الأخيرة من «تجربة جو روغان» مجرد نقاش إعلامي، بل تحولت إلى لحظة مفصلية تكشف عن تصدع داخلي في جبهة الإعلام المؤيد لترامب.

روغان يهاجم.. من داخل “دائرة الثقة”

لم يخفِ روغان استياءه، وتساءل مستهزئاً «هل تعتقدون أننا أطفال؟ ما هذا العبث؟»، بينما كان ضيفه الضابط السابق في وكالة الاستخبارات المركزية مايك بيكر يردد: «يجب أن تُنشر كل الحقائق، وبلا تأخير».

أكد روغان الذي دعم ترامب خلال انتخابات الخريف الماضي، أن هذه الأزمة تُشكل «خطاً فاصلاً»، في إشارة إلى أن صبر حتى أكثر المؤيدين حماسة بدأ ينفد.

التهديد يتجاوز ترامب.. والانقسام يتعمق

اللافت أن الغضب هذه المرة لا يأتي من الديمقراطيين أو الإعلام الليبرالي، بل من داخل «دائرة الثقة» التي طالما استخدمها ترامب كمنصة دفاع وهجوم معاً. وبينما يشير البعض إلى أن توقيت هذه الانتقادات قد يُهدد حملته المقبلة، يرى آخرون أن ملف إبستين تحوّل إلى ساحة معركة لا يمكن السيطرة عليها، خصوصاً مع تصاعد الشكوك حول احتمال وجود «أسرار أعمق» تتجاوز القضية الأصلية.على منصّة «إكس»، كتب نائب مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي، دان بونجينو، منشوراً غامضاً قال فيه «ما عرفته مؤخراً زلزل كياني، لا يمكننا إدارة دولة بهذا الشكل». لكن ردود الفعل كانت منقسمة بين مصدّق ومشكك، بل وساخط من التلاعب بمشاعر الجمهور، في مشهد يُظهر كيف أن الجدل حول إبستين أصبح جزءاً من مشهد إعلامي أميركي يترنّح بين الحقائق والتكهنات.

البُعد الاقتصادي لقضية إبستين

رغم أن ملف إبستين يبدو في جوهره جنائياً وأخلاقياً، فإن امتداداته الاقتصادية لا يمكن تجاهلها، فشبكة علاقاته كانت تضم رجال أعمال نافذين، ومديرين تنفيذيين، ومستثمرين عالميين، ما يجعل أي كشف جديد في القضية بمثابة تهديد لسمعة واستقرار بعض المؤسسات المالية أو الأفراد المرتبطين بها.إضافة إلى ذلك، فإن استمرار الغموض الرسمي من جانب إدارة ترامب، خاصة في ظل مطالبات بالشفافية، يُضعف الثقة في المؤسسات الرقابية، ويغذّي مشاعر عدم اليقين السياسي.غالباً ما تُترجم هذه العوامل إلى تقلبات في الأسواق، وانكماش في الاستثمار، وتراجع ثقة المستثمرين، لا سيما في القطاعات المرتبطة بالتكنولوجيا والإعلام التي يتردد فيها اسم إبستين أو شركائه.من زاوية أخرى، فإن تصدّر هذه القضية للرأي العام يُزاحم الملفات الاقتصادية الحيوية في أجندة الإدارة الأميركية، مثل التضخم، أسعار الفائدة، ما يعطل القدرة على توجيه النقاش العام نحو النمو أو خطط التحفيز.فقد فجّر قرار إدارة ترامب بإغلاق ملف جيفري إبستين موجة غضب شعبي، وأدى إلى قفزات اقتصادية في سوق المحتوى؛ إذ ارتفعت مشاهدات سلسلة نتفليكس الوثائقية عن إبستين بنسبة 268%، ونفدت طبعات كتاب «انحراف العدالة». بات الجمهور الأميركي أكثر تشكيكاً في دوافع القرار، ويرى أن الوثائق المحجوبة قد تُخفي معلومات خطيرة عن شخصيات نافذة.أحرجت الضجة ترامب إعلامياً واقتصادياً، ودفعت البعض لوصف سلوكه بـ«تأثير سترايساند»، أي أن محاولته إغلاق الموضوع جعلته أكثر انفجاراً.وكخلفية سريعة، أُلقي القبض على جيفري إبستين، الملياردير الأميركي والوسيط المالي المعروف، في عام 2019 بتهم تتعلق بالاتّجار بالبشر واستغلال القاصرات.في أغسطس آب من العام نفسه، عُثر عليه ميتاً في زنزانته في نيويورك، في واقعة صُنفت رسمياً على أنها انتحار، إلا أن الملابسات الغامضة، مثل تعطل كاميرات المراقبة وغياب الحراس وقت الوفاة، أثارت شكوكاً واسعة وأطلقت العنان لسيل من نظريات المؤامرة.منذ ذلك الحين، يطالب الرأي العام بالكشف الكامل عن شركائه السياسيين والاقتصاديين الذين لم يُحاسَبوا حتى الآن.