ختام الجولة الأولى من المحادثات بين بكين وواشنطن… ومصير التهدئة سيتحدد يوم الثلاثاء.

اجتمع كبار المفاوضين من الصين والولايات المتحدة خلف أبواب مغلقة، في محاولة جديدة لتمديد الهدنة التجارية المعلنة قبل ثلاثة أشهر، وسط تصاعد الضغوط من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب التي تهدد بفرض رسوم جمركية مضاعفة على حلفائها وخصومها على حد سواء.
وكانت بكين وواشنطن قد تبادلتا في وقت سابق من هذا العام فرض رسوم جمركية تجاوزت 100% على سلع متبادلة، قبل أن تتوصلا إلى اتفاق مؤقت في مايو أيار يقضي بتخفيض الرسوم الأميركية إلى 30%، مقابل 10% فقط من جانب الصين. تنتهي صلاحية هذا الاتفاق في 12 أغسطس آب، ما يجعل محادثات السويد حاسمة.
نقلت صحيفة «ساوث تشاينا مورنينغ بوست» عن مصادر في كلا البلدين أن الاتجاه الأقرب هو تمديد التهدئة ثلاثة أشهر إضافية، تجنباً للتصعيد في وقت حساس من العلاقات الدولية والاقتصاد العالمي.ترأس الوفدين وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت، ونائب رئيس الوزراء الصيني خه ليفينغ، في مقر الحكومة السويدية «روزنباد»، إذ رفرف العلمان الأميركي والصيني كرمزية للأمل في الاستقرار التجاري بين أكبر اقتصادين في العالم.وحسب رئيسة الاستراتيجية في شركة «مينيرفا تكنولوجي»، إيميلي بنسون، فإن هناك تحولاً ملحوظاً في خطاب الإدارة الأميركية منذ محادثات لندن الأخيرة، مضيفة أن الأجواء باتت أكثر واقعية وتركيزاً على «ما يمكن تحقيقه»، مع تحسن طفيف في تدفقات المعادن النادرة والرقائق الإلكترونية بين الجانبين.في الوقت ذاته، أرسل ترامب إشارات صارمة لدول عدة بضرورة توقيع اتفاقات قبل الأول من أغسطس آب، أو مواجهة ارتفاع الرسوم إلى 50%. تعتبر البرازيل والهند في مقدمة المستهدفين، بينما تسابق كوريا الجنوبية الزمن للوصول إلى اتفاق مماثل لتلك التي أعلنت مع الاتحاد الأوروبي وبريطانيا واليابان وغيرها.ووفقاً لمركز «ذا بدجت لاب» في جامعة ييل، فإن متوسط الرسوم الأميركية على الواردات بلغ مستويات لم تشهدها البلاد منذ ثلاثينيات القرن الماضي.وصف رئيس مجلس الأعمال الأميركي الصيني، شون ستاين، أجواء اللقاءات في السويد بأنها «المؤشر الأهم»، مضيفاً أن التوقعات تشير إلى لقاء مرتقب بين ترامب ونظيره الصيني قبل نهاية العام، ربما في بكين.وبينما تتأرجح الأسواق العالمية بانتظار وضوح مصير الاتفاقات، تبقى الحقيقة أن مستقبل التجارة الدولية أصبح رهينة لمزاج سياسي سريع التقلب، وقرارات جمركية قد تُتخذ في لحظة وتُسحب في اليوم التالي.