ترامب: سكان غزة يعانون من الجوع وسنفتتح مراكز غذائية مفتوحة للجميع

بينما تتصاعد صور الأطفال الهزيلين من غزة على الشاشات، لتكشف مأساة الجوع وسط ركام الحرب، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن خطط عاجلة لإقامة «مراكز طعام بلا أسوار» داخل القطاع، قائلاً «إن الناس هناك يتضوّرون جوعاً»، وإنه يعتزم العمل مع دول أخرى لتقديم مساعدات تشمل الغذاء والصحة والنظافة.جاء كلام ترامب من إسكتلندا، إذ لمّح إلى أن إسرائيل تتحمل مسؤولية كبيرة في السماح بوصول الإغاثة، وهو موقف يضعه في تناقض مباشر مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي قال قبل يوم فقط إنه «لا توجد مجاعة في غزة»، وكرّر التصريح على منصة إكس.
تفاقم المجاعة والأرقام صادمة
تحذر المنظمات الإنسانية من جهتها من انهيار شامل، إذ قالت الأمم المتحدة إن نحو 470 ألف شخص يعيشون حالياً في ظروف أقرب إلى المجاعة، بينما يحتاج 90 ألف امرأة وطفل إلى تغذية علاجية فورية.
قرارات إسرائيلية متأخرة تحت ضغط دولي
في نهاية الأسبوع، أعلنت إسرائيل عن «وقفات إنسانية يومية» مؤقتة في ثلاث مناطق بغزة، وفتح ممرات جديدة وتكثيف عمليات الإسقاط الجوي. وجاء ذلك بعد انهيار مفاوضات وقف إطلاق النار يوم الجمعة، ما فُسّر كمحاولة لتخفيف الضغوط الدولية بعد تقارير عن تفشي الجوع وفوضى توزيع المساعدات.لكن الواقع على الأرض يبدو أكثر قسوة، فبعض شحنات الإغاثة تم الاستيلاء عليها من قِبل مسلحين أو جموع جائعة، وسط غياب الحماية والمراقبة. قال أحد السكان في غزة «المساعدات تذهب للأقوى الذي يسبق ويدفع ويأخذ، والفوضى يجب أن تتوقف». أشار ترامب أيضاً إلى أن تعامل حركة حماس «أصبح أكثر صعوبة مؤخراً»، لكنه يناقش مع نتنياهو «خططاً متعددة» لتحرير الرهائن الباقين في القطاع. بدأت الحرب منذ هجوم حماس في 7 أكتوبر تشرين الأول 2023 الذي أوقع 1200 قتيل و251 رهينة في إسرائيل، حسب الرواية الإسرائيلية. ومنذ ذلك الحين قُتل ما يقارب 60 ألف فلسطيني في القطاع، بحسب بيانات وزارة الصحة هناك، في حين يستمر الجدل حول إغلاق إسرائيل المعابر بشكل كامل في مارس/آذار ثم فتحها لاحقاً بقيود جديدة.رغم إعلان إسرائيل عن زيادة المساعدات، فإن التقارير على الأرض والمنظمات الدولية تقول إن «المجاعة حقيقة» وتطالب بتحول الوقف المؤقت لإطلاق النار إلى هدنة دائمة.أبدت الأمم المتحدة تفاؤلاً محدوداً بتمديد «الفترة الإنسانية» لأكثر من أسبوع، بينما لم يصدر رد من مكتب نتنياهو.صرح مكتب تنسيق أعمال الحكومة في المناطق بأنه تم توزيع أكثر من 120 شاحنة محملة بالمساعدات في غزة يوم الأحد من قبل الأمم المتحدة والمنظمات الدولية.ومن المتوقع وصول المزيد من المساعدات يوم الاثنين، وقالت قطر إنها أرسلت 49 شاحنة وصلت إلى مصر في طريقها إلى غزة، وأسقطت الأردن والإمارات العربية المتحدة إمدادات جواً.وفي الوقت الذي تنفي فيه إسرائيل استخدام الجوع كسلاح، وتصر على التزامها بالقانون الدولي، تواصل حماس اتهامها بالمسؤولية الكاملة عن معاناة المدنيين.وصل المشهد الإنساني في غزة إلى لحظة حرجة، وسط تحركات أميركية مفاجئة وتصريحات متضاربة من تل أبيب، قد يكون وعد ترامب بتأسيس مراكز طعام بداية لتدخل أكبر، لكنه في الوقت ذاته يكشف عمق الأزمة والهوة بين السياسة والواقع.