80% من الشركات تفتقر إلى كفاءات الذكاء الاصطناعي.

ليس بمقدورنا القول، اليوم، إن الذكاء الاصطناعي أكثر ذكاءً من البشر، لكن بالنظر إلى المستقبل القريب المتراوح بين 3 و5 سنوات، السرعة التي تتطور بها التكنولوجيا، سواء من الأجهزة أو الحوسبة، لا شك بأنها ستقلب كل المقاييس.
غياب المواهب الكافية.. أهم تحديات تبني الذكاء الاصطناعي
لكنه من جهة أخرى أوضح أنه عندما يتعلق الأمر بالمساعدة في القيادة وتجربة حالات الاستخدام وما إلى ذلك، وفي بحث أجرته شركة «باين» مؤخراً حول المواهب، لاحظنا أن الموظفين الذين يجرّبون الذكاء الاصطناعي ويتفاعلون معه في حالات الاستخدام العملية، يتضاعف معدل تبنيهم له بدلاً من مجرد اتباع دورة نظرية في الذكاء الاصطناعي.وأخيراً، وليس آخراً، عندما تُحدّد الإدارات العليا أيضاً نهجها وتستخدم أدوات الذكاء الاصطناعي بنفسها فهذا يُسرّع نوعاً ما من تبني الذكاء الاصطناعي وتنمية المواهب والتغيير الثقافي في جميع أنحاء المؤسسة.وأضاف أن العنصر الثاني هو أنظمة التكنولوجيا القديمة أو الأنظمة القديمة، حيث لا تزال العديد من الشركات تعمل على تقنيات قديمة لا تتوافق مع أدوات الذكاء الاصطناعي الحديثة في ما يتعلق بالبيانات ومعالجة الذكاء الاصطناعي ونماذج اللغة الكبيرة «LLM’s» وما إلى ذلك.وأخيراً، وليس آخراً، هناك عنصر بالغ الأهمية وهو عدم وضوح عائد الاستثمار، فبناءً على بحث نشرناه مؤخراً في «باين» أوضحنا أن العديد من دراسات أعمال الذكاء الاصطناعي تعتمد على افتراضات حول توفير الوقت وزيادة الإيرادات أو زيادة الإنتاجية دون ربطها بنتائج مالية قابلة للقياس، هذا يُصعّب على القيادات والمديرين الماليين الموافقة على استثمارات كبيرة في الذكاء الاصطناعي.وتابع «هناك مبادرات متعددة تُتخذ في القطاعين الخاص والعام في ما يتعلق بتبني الذكاء الاصطناعي وتدريب المواهب، وما إلى ذلك، ولكن هناك برامج أوسع نطاقاً تتجاوز المواهب وحدها، لذا ذكرت دولة الإمارات العربية المتحدة على سبيل المثال. إذا فكرتُ في الحكومات والشرق الأوسط بشكل عام في ما يتعلق بالذكاء الاصطناعي، فسوف أجد أنهم ينتقلون من الاستراتيجية إلى العمل».الإمارات والسعودية تقودان دول المنطقةعلى مدار العامين الماضيين شهدنا تطوراً كبيراً في المعايير المعتمدة وتنمية المواهب والبنية التحتية السحابية والبيئة التنظيمية، حسب ما قال لعايدي، مضيفاً «على سبيل المثال إذا نظرنا إلى دولة الإمارات العربية المتحدة فلدينا برامج ماجستير محلية باللغة العربية مثل «فالكون» التي تعكس طموحاً وطنياً في مجال الذكاء الاصطناعي السيادي، ولكن هذا جانب واحد. هناك أيضاً برامج أو مبادرات أخرى مثل «كور 42» التي أبرمت شراكة مع مايكروسوفت منذ أكثر من عام تقريباً، لبناء قدرات سحابية سيادية لدعم الذكاء الاصطناعي للقطاعين الحكومي والخاص في الإمارات العربية المتحدة وخارجها، وإذا نظرنا خارج الإمارات -وتحديداً في المملكة العربية السعودية- فقد أطلق صندوق الاستثمارات العامة شركة ذكاء اصطناعي تُدعى «هيوماين» التي من المتوقع أن تصبح رائدة وطنياً في مجال الذكاء الاصطناعي».ما التحديات أمام التبني الأوسع للذكاء الاصطناعي حكومياً؟تبذل الحكومات في المنطقة جهوداً حثيثة لتكون في طليعة ثورة الذكاء الاصطناعي من حيث تجربة أنماط الاستخدام في الجهات الحكومية وكذلك بناء نماذج اللغة الكبيرة، وبناء مراكز البيانات التي تُشغّل الذكاء الاصطناعي بالإضافة إلى الدفع نحو برامج لتحديث البنى التحتية التقنية وما إلى ذلك، حسب ما أشار لعايدي.وأردف قائلاً «هذا طموح سيستغرق سنوات ليتحقق، ولكن بالفعل يمكننا أن نرى نتائج ملموسة من حيث التبني».كما لفت إلى أنه لا تزال هناك تحديات عندما يتعلق الأمر بأنظمة التكنولوجيا والعمليات وإعادة التصميم وحتى تغير هيكل الإدارة وما إلى ذلك، والتي لا تنطبق فقط على الحكومات في دول مجلس التعاون الخليجي، بل تتعلق أيضاً بتبني الذكاء الاصطناعي على نطاق عالمي.وأضاف «هناك بعض البيانات لدينا على ذلك، فعلى سبيل المثال أجرت شركة «باين» استطلاعاً لمديري تكنولوجيا المعلومات، أي رؤساء قسم المعلومات في الشركات العالمية على 14500 شخص وأظهر الاستطلاع أن نحو 60% من مديري تكنولوجيا المعلومات يُدرجون الآن الذكاء الاصطناعي كجزء أساسي من خارطة طريقهم للتحول الرقمي أي أن الأمر لم يعد مقتصراً على مرحلة التجارب فقط كما أظهرت الدراسة».أربعة عوامل أساسية لإحداث تغيير جذري أشارت دراسة حديثة أجرتها في شركة “باين آند كومباني” إلى أن معظم الشركات لا تزال تواجه صعوبات، لأنها لا تزال تتعامل مع الذكاء الاصطناعي كمشروع جانبي، وهناك أربعة عوامل رئيسية تجب مراعاتها لإحداث التغيير، أولها ضرورة وجود ملكية واضحة للأعمال، يجب أن يكون الذكاء الاصطناعي ملكاً لقادة الأعمال وليس فقط لفرق التكنولوجيا أو الابتكار. ثانياً، إعادة تنظيم مسار العمل بالكامل وإلا فالأمر لا يقتصر على دمج الذكاء الاصطناعي في العمليات القديمة بل يجب إعادة التفكير في كيفية إنجاز العمل، مع التركيز على الذكاء الاصطناعي. ثالثاً، نموذج تشغيل ذكاء اصطناعي ملائم للغرض، وهذا يعني، ببساطة أو جوهرياً، أن يكون لديك الفرق المناسبة، وتحديد الأدوار وهياكل القرار المناسبة لربط الذكاء الاصطناعي بالنتائج، أما العنصر الرابع والأخير، فيتعلق بالثقافة واستدامة التغيير، حيث يجب دمج الذكاء الاصطناعي في الثقافة والعمليات اليومية، وهو أمر يتطلب وقتاً والتزاماً قيادياً.