قراصنة متضامنون مع أوكرانيا ينفذون هجومًا إلكترونيًا واسع النطاق على شركة “إيروفلوت” الروسية

أعلنت مجموعتان من القراصنة المؤيدين لأوكرانيا، يوم الاثنين، مسؤوليتهما عن هجوم إلكتروني واسع النطاق استهدف شركة الطيران الروسية «إيروفلوت»، ما تسبب في إلغاء عشرات الرحلات الجوية وتعطيل حركة السفر في أنحاء روسيا، أكبر دولة في العالم من حيث المساحة.
وقال النائب في مجلس الدوما أنطون غوريلكين: «يجب ألا ننسى أن الحرب ضد بلدنا تُشن على جميع الجبهات، بما في ذلك الجبهة الرقمية، ولا أستبعد أن يكون القراصنة الذين أعلنوا مسؤوليتهم عن الهجوم يعملون لصالح دول معادية».
تعطل في الرحلات وانهيار جزئي في الأنظمةلم تحدد «إيروفلوت» المدة المتوقعة لاستعادة العمليات بشكل كامل، لكن شاشات المغادرة في مطار «شيريميتيفو» بالعاصمة موسكو امتلأت بالرحلات الملغاة أو المؤجلة، في وقت ذروة السفر الصيفي لدى الروس.وأعلنت الشركة في بيان أنها ألغت أكثر من 40 رحلة جوية –معظمها داخل روسيا، إضافة إلى رحلات إلى مينسك في بيلاروسيا ويريفان عاصمة أرمينيا– وذلك بعد تعطل أنظمتها الرقمية.وأظهرت بيانات السوق أن أسهم «إيروفلوت» تراجعت بنسبة 3.9% بحلول الساعة 13:00 بتوقيت غرينتش، مقارنة بانخفاض 1.4% في السوق الأوسع.وقالت الشركة: «يعمل المتخصصون حالياً على تقليل تأثير الهجوم على جدول الرحلات واستعادة العمليات الطبيعية».من هم القراصنة؟أعلنت مجموعة تطلق على نفسها اسم «الغراب الصامت» Silent Crow أنها نفذت الهجوم بالتعاون مع مجموعة «القراصنة السيبرانيين البيلاروسيين» Belarusian Cyberpartisans، المعروفة بمناهضتها للرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو.وقالت «الغراب الصامت» في بيان: «المجد لأوكرانيا! تحيا بيلاروسيا!»، في حين صرحت المجموعة البيلاروسية على موقعها الإلكتروني: «نحن نساعد الأوكرانيين في كفاحهم ضد المحتل، عبر توجيه ضربة إلكترونية لـ’إيروفلوت’ وشل أكبر شركة طيران في روسيا».وأشار القراصنة إلى أن الهجوم كان نتيجة عملية اختراق استمرت لمدة عام، أسفرت عن تدمير 7 آلاف خادم إلكتروني، والسيطرة على الحواسيب الشخصية لموظفي الشركة، بمن فيهم المديرون التنفيذيون.كما نشروا لقطات شاشة من ملفات قالوا إنها من داخل نظام الشركة، وهددوا بنشر «البيانات الشخصية لجميع الروس الذين سبق لهم السفر على متن ‘إيروفلوت’»، إلى جانب رسائل البريد الإلكتروني والمكالمات الداخلية للموظفين.ردود فعل غاضبة من المسافرينعبر مسافرون غاضبون عن استيائهم على وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة منصة VK الروسية، بسبب نقص المعلومات وتعطل الخدمات.وكتبت مسافرة تُدعى مالينا آشي: «أنا جالسة في مطار فولغوغراد منذ الساعة 3:30 فجراً!!! الرحلة تم تأجيلها للمرة الثالثة!!! وكان من المفترض أن تقلع الساعة الخامسة صباحاً!!!».وكتبت أخرى تُدعى يوليا باخوتا: «مركز الاتصال لا يعمل، الموقع الإلكتروني لا يعمل، التطبيق لا يعمل، كيف يمكنني استرجاع التذكرة أو تغييرها كما تقترح ‘إيروفلوت’؟».وأكدت الشركة أن الركاب المتأثرين يمكنهم استرداد قيمة التذاكر أو إعادة الحجز بمجرد استعادة الأنظمة، مشيرة إلى أنها تحاول نقل بعض الركاب على متن رحلات لشركات طيران أخرى.«كارثة حقيقية» وفق خبير طيرانووصف الطيار السابق وخبير الطيران الروسي أندريه ليتفينوف الهجوم بـ«الكارثة الحقيقية»، قائلاً: «يمكنك تحمّل تأخير الرحلات، لكن هذه خسائر هائلة لشركة مملوكة للدولة، وإذا تم تسريب كل المراسلات والبيانات، فالعواقب ستكون طويلة الأمد».وأضاف: «بعد الطائرات المُسيّرة، ها هم يفجرون الموقف من الداخل».رغم العقوبات الغربية التي قلّصت حركة السفر الدولية إلى حد كبير، تبقى «إيروفلوت» واحدة من أكبر شركات الطيران في العالم من حيث عدد الركاب، حيث نقلت في عام 2024 نحو 55.3 مليون مسافر، وفقاً لموقعها الإلكتروني.