هل لا يزال الوقت غير مناسب للتوصل إلى اتفاق تجاري بين الصين والولايات المتحدة؟

هل لا يزال الوقت غير مناسب للتوصل إلى اتفاق تجاري بين الصين والولايات المتحدة؟

تستعد الولايات المتحدة والصين لبدء جولة جديدة من المحادثات في السويد، بهدف تمديد الهدنة التجارية المؤقتة التي أوقفت فرض رسوم جمركية ضخمة، أو ربما التوصل إلى اتفاق دائم.
وتأتي هذه المحادثات في أعقاب سلسلة الصفقات التجارية الأخيرة التي أبرمها الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع المملكة المتحدة واليابان والاتحاد الأوروبي وشركاء تجاريين آخرين، بعد حرب الرسوم الجمركية العالمية التي شنّها في وقت سابق من هذا العام.
خرجت بكين من جولات المحادثات السابقة مع واشنطن في موقع قوة، مستغلةً سيطرتها على المعادن الاستراتيجية الحيوية للتكنولوجيا الحديثة للضغط على إدارة ترامب للجلوس إلى طاولة المفاوضات وإلغاء بعض ضوابط التصدير المفروضة على الصين.وخفف ترامب حدة تصريحاته العدائية تجاه الصين، وتحدث بحماس عن تلبية دعوة الزعيم الصيني شي جين بينغ لزيارة بكين في «المستقبل غير البعيد»، وقال أمس الأحد، إن الولايات المتحدة «قريبة جداً من التوصل إلى اتفاق مع الصين»، لكنه لم يُقدّم أي تفاصيل أخرى.وفي الفترة الأخيرة أبدى الجانبان بوادر حسن نية واضحة، فقد رفعت واشنطن حظرها على مبيعات شرائح إنفيديا الرئيسية للذكاء الاصطناعي إلى الصين، وفي الأسبوع الماضي علّقت بكين تحقيقها المتعلق بمكافحة احتكار شركة دوبونت الكيميائية الأميركية.وقال جوش ليبسكي، رئيس قسم الاقتصاد الدولي في المجلس الأطلسي، إن العلاقات الحالية بين الولايات المتحدة والصين أفضل بكثير مما كانت عليه خلال الحرب التجارية المتصاعدة في أبريل ومايو، لكن التوصل إلى «اتفاق مؤقت آخر» هو النتيجة الأكثر ترجيحاً هذا الأسبوع.وقال ليبسكي «تشير جميع الدلائل إلى قرار بهدنة جديدة لمدة 90 يوماً أخرى، إذ تبقى الرسوم الجمركية عند 30% وتستمر المفاوضات، مع احتمال عقد اجتماع بين ترامب وشي في الخريف».

هدنة هشة

كُشف مؤخراً أن السلطات الصينية منعت موظفاً في وزارة التجارة الأميركية ومسؤولاً تنفيذياً في بنك ويلز فارغو من مغادرة الصين، ما ألقى بظلال سلبية على المحادثات، وندد وزير التجارة الأميركي هوارد لوتنيك بهذا المنع ووصفه بأنه «مثير للغضب»، لكن بيسنت أظهر نبرة إيجابية عند إعلانه عن نتائج الجولة الأخيرة من المفاوضات، قائلاً «التجارة في وضع جيد للغاية مع الصين».وقال لقناة فوكس بيزنس الأسبوع الماضي «أعتقد أننا انتقلنا بالفعل إلى مستوى جديد مع الصين»، وأضاف أن البلدين سيناقشان أيضاً مسألة شراء الصين للنفط «الخاضع للعقوبات» من روسيا وإيران، وملكية تطبيق تيك توك.وكان ترامب قد هدد سابقاً بفرض رسوم جمركية تبلغ 100% على السلع من الدول التي تواصل شراء النفط الروسي، وتحديداً الصين والهند.من جانبهم أبقى المسؤولون الصينيون جدول أعمال المحادثات غامضاً، ففي بيان صدر الأسبوع الماضي، اكتفت وزارة التجارة بالقول إن الجانبين «سيواصلان المشاورات حول القضايا الاقتصادية والتجارية ذات الاهتمام المشترك، مسترشدين بمبادئ الاحترام المتبادل والتعايش السلمي والتعاون المربح للجانبين».

طلبات بكين

بالنسبة لبكين تُركّز مفاوضات هذا الأسبوع على الرسوم الجمركية الأميركية المتبقية على الواردات الصينية، وفقاً لخبراء صينيين.تبلغ هذه الرسوم نحو 55%، وتشمل رسوماً جمركية «متبادلة» بنسبة 10% فرضتها الولايات المتحدة على شركائها التجاريين في أبريل نيسان، ورسوماً بواقع 20% فُرضت على الصين بسبب اتهام ترامب لها بتصدير الفنتانيل المحظور إلى الولايات المتحدة، بالإضافة إلى رسوم جمركية سابقة.ويقول خبراء صينيون إن من أهم أولويات بكين السعي إلى إلغاء الرسوم الجمركية المتعلقة بالفنتانيل والبالغة 20%.ويذكر أنه في الشهر الماضي أعلنت الصين أنها ستضيف مادتين من نظائر الفنتانيل إلى قائمة المواد الخاضعة للرقابة.ومن المرجح أن تطلب بكين من واشنطن إلغاء ضوابط تصدير التكنولوجيا التي فرضها سابقاً على الصين، بما في ذلك إدراج مئات الشركات الصينية على القائمة السوداء لوزارة التجارة الأميركية، وفقاً لوو شينبو، مدير مركز الدراسات الأميركية بجامعة فودان في شنغهاي.وقال وو شينبو، وهو مستشار لوزارة الخارجية الصينية «بعد هذه الفترة من التنافس الأميركي الصيني، أدرك الجانب الأميركي أن الصين تمتلك أوراقاً مهمة مستعدة لاستخدامها عند الضرورة»، وأهم هذه الأوراق معادن ومغناطيسات المعادن النادرة، اللازمة لكل شيء من الإلكترونيات والسيارات إلى الطائرات المُقاتلة.وفرضت الصين قيود مشددة على صادرات سبعة أنواع من المعادن الأرضية النادرة والعديد من المغناطيسات، لكن بعد اجتماع لندن الشهر الماضي وافقت بكين على السماح بعودة تدفق المعادن النادرة، وقررت واشنطن رفع قيودها على بعض الصادرات التكنولوجية.(جون ليو ونكتار جان، CNN).