ترامب يعلق قيود تصدير التكنولوجيا لتسهيل الاتفاق مع الصين

نقلت صحيفة فايننشال تايمز عن مصادر مطلعة أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب جمّدت القيود المفروضة على صادرات التكنولوجيا إلى الصين، في خطوة تهدف إلى تسهيل المحادثات التجارية الحساسة بين أكبر اقتصادين في العالم.
وذكرت الصحيفة أن مكتب الصناعة والأمن بوزارة التجارة الأميركية، المسؤول عن مراقبة الصادرات، تلقى تعليمات خلال الأشهر الأخيرة بتجنب اتخاذ إجراءات صارمة تجاه الصين في هذا الملف، بحسب مسؤولين حاليين وسابقين.
الولايات المتحدة والصين تبحثان النزاعات الاقتصادية القديمة
يأتي هذا التوجه في وقتٍ يستعد فيه كبار المسؤولين الاقتصاديين من الجانبين الأميركي والصيني لاستئناف المفاوضات في العاصمة السويدية ستوكهولم، في محاولة لمعالجة النزاعات الاقتصادية المستمرة منذ اندلاع الحرب التجارية بين البلدين.
وحتى مساء الاثنين، لم تتمكن وكالة رويترز من التحقق بشكل مستقل من صحة التقرير، كما لم يرد البيت الأبيض ولا وزارة التجارة على طلبات التعليق خارج ساعات العمل الرسمية.
إنفيديا تعود للسوق الصينية رغم الحظر السابق
كشفت شركة إنفيديا الأميركية هذا الشهر أنها ستستأنف مبيعات وحدة المعالجة الرسومية من طراز H20 إلى السوق الصينية، في تراجع عن قرار حظر فرضته إدارة ترامب في أبريل نيسان الماضي، ضمن جهودها لمنع وصول رقائق الذكاء الاصطناعي المتقدمة إلى الصين لدواعٍ أمنية.وأوضح وزير التجارة هوارد لوتنيك أن هذا الاستئناف جاء في إطار مفاوضات أوسع تشمل صادرات المعادن النادرة والمغانط الحيوية التي تدخل في صناعة الإلكترونيات والتقنيات الدفاعية.
«خطوة تهدد التفوق الأميركي»
رغم هذه التطورات، أعرب 20 خبيراً أمنياً ومسؤولاً سابقاً، بينهم نائب مستشار الأمن القومي السابق مات بوتينجر، عن قلقهم من الخطوة الأميركية، في رسالة مشتركة موجّهة إلى الوزير لوتنيك، من المقرر نشرها اليوم الاثنين.وجاء في الرسالة، بحسب فايننشال تايمز «هذه الخطوة تمثل خطأ استراتيجياً يهدد التفوق الاقتصادي والعسكري للولايات المتحدة في مجال الذكاء الاصطناعي».
موازنة بين التجارة والأمن
يعكس هذا القرار حساسية الموازنة التي تسعى إدارة ترامب لتحقيقها بين الحفاظ على المصالح التجارية مع الصين، واحتواء التهديدات التي ترى فيها الولايات المتحدة مساساً بأمنها القومي، خصوصاً في مجال الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة.وفيما يتوقع أن تسهم هذه الليونة في تعزيز فرص التوصل لاتفاق تجاري جزئي، تبقى التساؤلات قائمة حول مدى تأثير هذه التنازلات على مستقبل التفوق التكنولوجي الأميركي في وجه منافس متسارع كالصين.