أستراليا تواجه خطر فقدان 6.8 تريليون دولار إذا لم تلتزم بالمعايير البيئية.

دعا الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، سيمون ستيل، الحكومة الأسترالية إلى وضع هدف «طموح» لخفض انبعاثات الغازات الدفيئة بحلول عام 2035، مؤكداً في خطاب له اليوم: «النهج العادي لا يليق بكم».
تحديد الهدف قبل سبتمبر
من المتوقع أن تقدم أستراليا هدفها الخاص بعام 2035 بموجب اتفاق باريس للمناخ في موعد أقصاه سبتمبر المقبل، ولم تصدر بعد الهيئة الأسترالية لتغير المناخ توصيتها النهائية للوزير المختص كريس بوين، لكنها كانت قد أشارت سابقاً إلى أن النطاق المعقول يتراوح بين خفض بنسبة 65% إلى 75% مقارنة بمستويات عام 2005.
دعوة إلى خطة شاملة.. وتحذير من العواقب
أكد ستيل أن أستراليا، بما تملكه من اقتصاد قوي ومستوى معيشة مرتفع، لديها كل المقومات للقيادة في هذا المجال، وقال: «إذا أردتم الحفاظ على هذه المكانة، فإن التوسع في الطاقة النظيفة هو الخيار الاقتصادي الواضح».وتابع: «الخطة المناخية المقبلة ليست مجرد خطوة سياسية جديدة، إنها لحظة فاصلة»، ودعا الحكومة الأسترالية إلى أن تكون هذه الخطة «أداة لبناء ثروة مستدامة وأمن وطني طويل الأمد».وأشار إلى أن أستراليا تمتلك موارد عالمية المستوى، وقوى عاملة مبدعة، وخطة طموحة بقيمة 22.7 مليار دولار أسترالي تحت عنوان «مستقبل مصنوع في أستراليا»، مضيفاً أن البلاد ضاعفت قدرتها على إنتاج الطاقة المتجددة منذ عام 2019، وأقرت أهدافاً قانونية واضحة في هذا المجال.وفي الوقت ذاته، حذّر ستيل من أن التقاعس عن العمل المناخي قد يؤدي إلى خسائر تصل إلى 6.8 تريليون دولار في الناتج المحلي الإجمالي بحلول 2050، وانخفاض في مستوى المعيشة يُقدّر بأكثر من 7000 دولار للفرد سنوياً، كما حذّر من أن تغيّر المناخ قد يؤدي إلى تقويض الأمن الغذائي، وزيادة الضغوط على الموارد، وتهديد استقرار منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
صراع داخلي بشأن الهدف المناخي
في المقابل، تتصاعد داخل المعارضة الأسترالية دعوات للتراجع عن التزام البلاد بتحقيق صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050، وقد صوّت مجلس الحزب الليبرالي في ولاية أستراليا الغربية خلال عطلة نهاية الأسبوع لصالح التخلي عن الهدف، وهو موقف أيّده النائب أندرو هايستي، الذي يمثل دائرة «كانينغ».وقال هايستي إن القرار «يوجه إشارة واضحة للأستراليين بأننا نقف من أجل شيء حقيقي».من جانبه، قدم النائب بارنابي جويس، العضو في حزب الوطنيين، مشروع قانون خاص إلى مجلس النواب لإلغاء التزام أستراليا بصافي الصفر، معتبراً أن هذا الالتزام «لن يكون له أي تأثير على المناخ».وأضاف: «الغالبية العظمى من سكان العالم واقتصاداته لا يشاركون في هذا الهدف، فلماذا نحمّل أنفسنا هذا العبء؟»، وتابع بأن هذا الالتزام أثر سلباً على مستويات المعيشة، وتسبب في ارتفاع تكاليف الطاقة بنحو 30 إلى 40 في المئة، خاصة على الفئات الأفقر من السكان.ومن المتوقع أن يبحث الوزير كريس بوين مع ستيل يوم الثلاثاء فرص أستراليا في استضافة مؤتمر المناخ العالمي (COP) في العام المقبل، وهي مسألة تحظى باهتمام واسع داخل الحكومة، وقد تعززها الطموحات المناخية التي يعكف عليها صانعو القرار في البلاد.(رويترز)