بدء جولة جديدة من المفاوضات بين الصين والولايات المتحدة لتمديد اتفاقية وقف الرسوم الجمركية.

يستأنف كبار المسؤولين الاقتصاديين في الصين والولايات المتحدة اليوم الاثنين محادثات في العاصمة السويدية ستوكهولم بهدف تمديد هدنة الرسوم الجمركية بين البلدين لمدة 90 يوماً إضافية، في محاولة لتفادي العودة إلى رسوم جمركية مرتفعة جداً قد تعيد إشعال الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.
ويحذر محللون من أن فشل الطرفين في تمديد الهدنة سيؤدي إلى عودة الرسوم الجمركية الأميركية إلى مستويات تتجاوز 100 في المئة، وهو ما سيشكل فعلياً حظراً تجارياً ثنائياً ويهدد سلاسل الإمداد العالمية من جديد.
اتفاق تاريخي مع الاتحاد الأوروبي يُعقّد موقف بكين
تأتي المحادثات بعد يوم واحد فقط من إعلان ترامب عن أكبر اتفاق تجاري له حتى الآن مع الاتحاد الأوروبي، يتضمن فرض رسوم بنسبة 15%على معظم الصادرات الأوروبية إلى الولايات المتحدة، بما في ذلك السيارات، مقابل شراء الكتلة الأوروبية ما قيمته 750 مليار دولار من الطاقة الأميركية، واستثمارات إضافية بقيمة 600 مليار دولار.
ورغم أن مراقبين لا يتوقعون اختراقاً مماثلاً في المحادثات مع الصين، فإن تمديد الهدنة الحالية يبدو مرجحاً بشدة، بحسب محللين، ما سيتيح الاستعداد لترتيب لقاء محتمل بين ترامب والرئيس الصيني شي جين بينغ في أكتوبر تشرين الأول أو نوفمبر تشرين الثاني المقبلين.ورفض متحدث باسم وزارة الخزانة الأميركية التعليق على تقرير لصحيفة «ساوث تشاينا مورنينغ بوست» أشار إلى أن الجانبين سيكفّان عن اتخاذ أي إجراءات جديدة تصعّد النزاع لمدة 90 يوماً إضافية.
خطوات مرتقبة ورسوم جديدة
في الوقت ذاته، تستعد إدارة ترامب لفرض رسوم جمركية جديدة على قطاعات حيوية صينية خلال الأسابيع المقبلة، تشمل أشباه الموصلات، والصناعات الدوائية، والرافعات البحرية، وغيرها من المنتجات.وقال ترامب للصحفيين الأحد: «نحن قريبون جداً من إبرام صفقة مع الصين، لقد أبرمنا نوعاً ما اتفاقاً، لكن سنرى ما سيحدث».
قضايا أعمق لم تُحسم
ركزت المحادثات السابقة التي جرت في جنيف ولندن في مايو أيار ويونيو حزيران على خفض الرسوم المتبادلة التي وصلت إلى مستويات ثلاثية الأرقام، واستعادة تدفق صادرات المعادن النادرة من الصين، وتخفيف القيود الأميركية على رقائق الذكاء الاصطناعي.لكن تلك الجولات لم تدخل بعد في عمق الخلافات الاقتصادية الجوهرية، مثل شكوى واشنطن من أن النموذج الاقتصادي الصيني المدعوم من الدولة يغرق الأسواق العالمية ببضائع زهيدة الثمن، وشكوى بكين من أن القيود الأميركية على الصادرات التقنية تهدف إلى كبح نمو الصين.وقال سكوت كينيدي، الخبير في الاقتصاد الصيني بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن: «المحادثات السابقة كانت تهدف فقط لإعادة العلاقة إلى مسار يسمح بالتفاوض لاحقًا حول القضايا الجوهرية، تمديد الهدنة لمدة 90 يوماً يبدو السيناريو الأكثر ترجيحاً».وأكد وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت رغبته في أن تعيد الصين التوازن إلى اقتصادها عبر التحول من التصدير إلى الاعتماد أكثر على الاستهلاك المحلي، وهو هدف تسعى إليه واشنطن منذ عقود.
قمة محتملة بين ترامب وشي
في خلفية هذه المحادثات، يتزايد الحديث عن لقاء محتمل بين ترامب وشي في أواخر أكتوبر تشرين الأول، حيث ألمح ترامب إلى قرب اتخاذ قرار بشأن زيارة تاريخية إلى الصين، غير أن أي تصعيد جديد في الرسوم أو القيود التصديرية قد ينسف الترتيبات.وقال سون تشينغهاو، الباحث في مركز الأمن والاستراتيجية الدولية بجامعة تسينغهوا الصينية، إن لقاء الزعيمين سيكون فرصة لتقليص الرسوم الأميركية بنسبة 20 في المئة على السلع المرتبطة بالفنتانيل، مقابل التزام بكين بتعهدات سابقة بزيادة مشترياتها من المنتجات الزراعية والسلع الأميركية.ومع ذلك، ستطالب الصين، بحسب محللين، بخفض الرسوم متعددة المستويات التي تصل حالياً إلى 55 في المئة على معظم صادراتها، وتخفيف القيود على التقنيات العالية، مشيرة إلى أن ذلك سيسهم في تقليص العجز التجاري الأميركي مع الصين، والذي بلغ 295.5 مليار دولار في عام 2024.(رويترز)