تجديد المحادثات التجارية بين الصين والولايات المتحدة في ستوكهولم

تجديد المحادثات التجارية بين الصين والولايات المتحدة في ستوكهولم

تستعد الصين والولايات المتحدة لبدء جولة جديدة من المحادثات التجارية في العاصمة السويدية ستوكهولم، وهي ثالث جولة تجمع الجانبين في أوروبا خلال ثلاثة أشهر، في مؤشر على محاولات مكثفة لاحتواء التوترات المستمرة في العلاقة الاقتصادية بين أكبر اقتصادين في العالم.

الصين تدخل المحادثات بثقة

كما أجبرت الصين واشنطن على التراجع عن بعض القيود التصديرية، مثل رفع الحظر المفروض على شريحة ذكاء اصطناعي متقدمة تنتجها شركة «إنيفيديا»، وهي خطوة فُسّرت على أنها اعتراف أميركي بقوة النفوذ الصيني في سلاسل التوريد العالمية.
ولا يُخفي المسؤولون الصينيون طموحهم لانتزاع المزيد من التنازلات خلال هذه الجولة، ووفقاً لمحللين صينيين، ستتركز مطالب بكين حول إزالة الرسوم الجمركية التي فُرضت تحت ذرائع متعددة، أبرزها علاقة الصين بتدفقات الفنتانيل إلى السوق الأميركية.

تمديد الهدنة التجارية

يأمل الوفد الأميركي، بقيادة وزير الخزانة سكوت بيسنت، في تمديد الهدنة التجارية التي تنتهي في 12 أغسطس آب 2025، والتي جمدت رسوماً جمركية كانت مهددة بقطع التدفق التجاري بين البلدين. وتُعد هذه الهدنة، التي بدأت في مايو بجنيف ثم تواصلت مفاوضاتها في لندن، محطة حاسمة في مسار التهدئة، خاصة مع الحديث عن لقاء محتمل بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والرئيس الصيني شي جين بينغ في الخريف المقبل.ويُرجح أن تُمدد الهدنة الحالية لفترة إضافية من 90 يوماً، مع بقاء التعريفات الجمركية عند 30%، وهو السيناريو الأقرب حسب تقديرات خبراء اقتصاديين في واشنطن.وتدرك بكين أن نفوذها الاقتصادي لا يقتصر على الأرقام الكلية، بل يشمل سيطرتها على سلاسل التوريد الحساسة، وخاصة المعادن النادرة التي تُستخدم في تصنيع الإلكترونيات، والمركبات الكهربائية، والطائرات المقاتلة. وكانت الصين قد فرضت في أبريل/نيسان 2025 قيوداً على تصدير أنواع من هذه المعادن، ما دفع واشنطن إلى التراجع عن بعض القيود التكنولوجية، وهو تطور يؤكد فاعلية «الدبلوماسية الاقتصادية» الصينية.كما تطالب الصين بتقليص القيود الأميركية المفروضة على شركاتها المدرجة في «قائمة الكيانات» التي تشمل مئات الشركات، أبرزها «هواوي»، إذ تعتبر هذه القيود حجر عثرة أمام تعزيز التعاون التكنولوجي بين البلدين.

ملفات شائكة على الطاولة

إلى جانب الرسوم الجمركية والتكنولوجيا، يتوقع أن تتطرق المحادثات إلى ملفات حساسة أخرى، من بينها شراء الصين للنفط من روسيا وإيران، في تحدٍ للعقوبات الأميركية. وقد هددت إدارة ترامب سابقاً بفرض رسوم ثانوية بواقع 100% على السلع المستوردة من الدول التي تستمر في شراء النفط الروسي، وهو تهديد قد يستخدم كورقة ضغط خلال المحادثات.ومن بين القضايا الأخرى المطروحة، صفقة فصل عمليات تطبيق «تيك توك» في الولايات المتحدة عن شركته الأم الصينية «بايت دانس»، وهي صفقة ما زالت بانتظار موافقة بكين.وعلى الرغم من نبرة التفاؤل التي أبدتها واشنطن، لا تزال حالة من الحذر تسيطر على الأجواء، خاصة بعد منع السلطات الصينية مؤخراً لموظف في وزارة التجارة الأميركية ومسؤول تنفيذي في بنك «ويلز فارغو» من مغادرة أراضيها، وهو ما اعتبره وزير التجارة الأميركي «خطوة غير مقبولة».من جهته، أكد بيسنت أن «التجارة في وضع جيد مع الصين»، مضيفاً أن المفاوضات الأخيرة تمثل «مستوى جديداً من العلاقات البنّاءة» بين البلدين، رغم تعقيدات الملفات المطروحة.(جون ليو، نكتار جان، CNN).