متجاوزًا ضغوط ترامب.. الاحتياطي الفيدرالي يخطط لتأجيل تخفيض أسعار الفائدة

متجاوزًا ضغوط ترامب.. الاحتياطي الفيدرالي يخطط لتأجيل تخفيض أسعار الفائدة

أبقى صانعو السياسات في الاحتياطي الفيدرالي -البنك المركزي في أميركا- سعر الإقراض المرجعي ثابتاً منذ بداية العام، في ظل مراقبتهم لتأثير الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على أكبر اقتصادات في العالم.مع نهج ترامب المتقطع في فرض الرسوم الجمركية -وتأثيرها المتأخر على التضخم- يرغب مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي في الاطلاع على البيانات الاقتصادية لهذا الصيف لقياس مدى تأثر الأسعار.

عند دراسة تغييرات أسعار الفائدة، يسعى البنك المركزي -الذي يجتمع يومي الثلاثاء والأربعاء- إلى تحقيق توازن بين كبح جماح التضخم وسلامة سوق العمل.
إلا أن اعتماد البنك على البيانات أثار غضب الرئيس الجمهوري، الذي انتقد رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول مراراً لعدم خفضه أسعار الفائدة أكثر.مؤخراً، أشار ترامب إلى أنه قد يستخدم مشروع تجديد الاحتياطي الفيدرالي الذي تبلغ تكلفته 2.5 مليار دولار كوسيلة لإقالة باول، قبل أن يتراجع ويقول إن ذلك مستبعد.زار ترامب موقع بناء الاحتياطي الفيدرالي يوم الخميس، وظهر متوتراً مع باول، إذ شكك رئيس الاحتياطي الفيدرالي في وصف ترامب للتكلفة الإجمالية للتجديد أمام الكاميرات.لكن يتوقع الاقتصاديون أن يتجاوز الاحتياطي الفيدرالي الضغوط السياسية في اجتماعه للسياسات.وقال كبير الاقتصاديين الأميركيين في أكسفورد إيكونوميكس، رايان سويت «بدأنا للتو نرى أدلة على تأثير الرسوم الجمركية على التضخم».وأضاف لوكالة الأنباء الفرنسية «سنرى ذلك أيضاً في يوليو وأغسطس، ونعتقد أن ذلك سيعطي الاحتياطي الفيدرالي سبباً للبقاء على الحياد».

ترامب وبالون اختبار

منذ عودته إلى الرئاسة في يناير كانون الثاني، فرض ترامب رسوماً جمركية بنسبة 10% على البضائع من جميع الدول تقريباً، بالإضافة إلى رسوم جمركية أعلى على الصلب والألومنيوم والسيارات. كان تأثير التضخم محدوداً حتى الآن، ما دفع الرئيس الأميركي إلى استخدام ذلك مبرراً للدعوة إلى خفض أسعار الفائدة بثلاث نقاط مئوية.وحالياً يتراوح سعر الإقراض المرجعي بين 4.25% و4.50%.كما يُجادل ترامب بأن خفض أسعار الفائدة سيوفر على الحكومة أموالاً تُدفع على مدفوعات الفائدة، وطرح فكرة إقالة باول، وقد أثارت هذه التصريحات قلقاً في الأسواق المالية.وقال سويت «يرى باول أن الإدارة أطلقت هذه التجربة» لإقالته قبل أن تتراجع عن قرارها بناءً على رد فعل السوق.وأضاف محلل أوكسفورد إيكونوميكس «لقد أظهر ذلك أن الأسواق تُقدّر استقلالية البنك المركزي»، متوقعاً أن يتأثر باول أكثر بمخاوف سوق العمل.تنتهي ولاية باول كرئيس لمجلس الاحتياطي الفيدرالي في مايو 2026.

تصدعات في سوق العمل

يتوقع المحللون أن ينشق بعض الأعضاء إذا قررت لجنة تحديد أسعار الفائدة في الاحتياطي الفيدرالي، في اجتماعها الخامس على التوالي، إبقاء أسعار الفائدة دون تغيير. حذّر سويت من أن بعض المراقبين قد يصوّرون المعارضة على أنها رد فعل على باول، لكنه جادل بأن هذا ليس بالضرورة هو الحال.وقالت كبيرة الاقتصاديين في نايشن وايد، كاثي بوستجانشيك «ليس من غير المألوف أن نرى، في أوقات وجود درجة عالية من عدم اليقين، أو ربما نقطة تحول في السياسة، أن نرى شخصاً أو اثنين يعارضان».أشار كل من محافظ بنك الاحتياطي الفيدرالي كريستوفر والر ونائبة رئيس الإشراف ميشيل بومان إلى انفتاحهما على خفض أسعار الفائدة في وقت مبكر من يوليو، ما يعني أن اختلافهما مع قرار إبقاء أسعار الفائدة ثابتة لن يفاجئ الأسواق.وقالت بوستجانشيك إن كثرة المعارضة قد تكون «مثيرة للريبة»، وتدفع بعضهم إلى التساؤل عما إذا كان باول يفقد السيطرة على المجلس، لكنها أضافت «لا أتوقع أن يكون هذا هو الحال».بالنسبة لسويت «العامل الحاسم هو سوق العمل».كان هناك ضعف في القطاع الخاص، في حين كان معدل التوظيف أقل من المتوسط، وعدد الأشخاص الذين فقدوا وظائفهم بشكل دائم آخذ في الارتفاع.قال سويت «هناك بعض التصدعات في سوق العمل، لكنها لم تتحول إلى خطوط فاصلة بعد». وأضاف أنه إذا ضعف سوق العمل فجأةً، فإنه يتوقع أن يبدأ الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة في وقت أقرب.