عندما يقترب الروبوت من البشر: هل يشكل الذكاء الاصطناعي خطرًا على تواصلنا الاجتماعي؟

عندما يقترب الروبوت من البشر: هل يشكل الذكاء الاصطناعي خطرًا على تواصلنا الاجتماعي؟

يجد الأشخاص ذوو الاختلافات العصبية -بمن فيهم المصابون بالتوحد واضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط وعسر القراءة وغيرها من الحالات- صعوبة في العيش مع من حولهم أكثر الأشخاص العاديين.

الحل في الذكاء الاصطناعي

على الرغم من أن هذه التقنية الجديدة ليست خالية من المخاطر -لا سيما بعض القلق بشأن الاعتماد المفرط- فإن العديد من المستخدمين ذوي الاختلافات العصبية يرونها الآن بمثابة طوق نجاة.

كيف تعمل الروبوتات؟

يعمل تشات جي بي تي كمحرر ومترجم وكاتم أسرار، فيطلب الشخص من روبوت الدردشة مراعاة نبرة وسياق المحادثات، أو توجيهه ليتولى دور طبيب نفسي أو معالج، هذا غير أن روبوت المحادثة إيجابي وغير مُصدر للأحكام.وجدت دراسة أجرتها غوغل وشركة استطلاعات الرأي إبسوس في يناير كانون الثاني أن استخدام الذكاء الاصطناعي عالمياً قد ارتفع بنسبة 48%، حيث تجاوز الحماس للفوائد العملية لهذه التقنية المخاوف بشأن آثارها الضارة المحتملة. في فبراير، صرحت شركة أوبن إيه آي لرويترز بأن عدد مستخدميها النشطين أسبوعياً تجاوز 400 مليون، منهم مليونان على الأقل من مستخدمي الأعمال الذين يدفعون.ولكن بالنسبة لمستخدمي التباين العصبي، فإن هذه ليست مجرد أدوات مريحة، حيث يتم الآن إنشاء بعض روبوتات الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي مع مراعاة مجتمع التباين العصبي.

تحذيرات من إفراط الاعتماد على الذكاء الاصطناعي

على الرغم من التحول الذي أحدثته هذه التقنية، يُحذر البعض من الإفراط في الاعتماد عليها، وتقول لاريسا سوزوكي، عالمة كمبيوتر مقيمة في لندن وباحثة زائرة في وكالة ناسا، وهي نفسها تعاني من اضطراب عصبي، إن القدرة على الحصول على نتائج عند الطلب قد تكون «مغرية للغاية»، وقد يكون الاعتماد المفرط ضاراً إذا عرقل قدرة المستخدمين ذوي الاختلافات العصبية على العمل بدونه، أو إذا أصبحت التكنولوجيا نفسها غير موثوقة، كما هو الحال بالفعل مع العديد من نتائج محركات البحث التي تستخدم الذكاء الاصطناعي، وفقاً لدراسة حديثة من مجلة كولومبيا للصحافة.يتفق جيانلوكا ماورو، مستشار الذكاء الاصطناعي والمؤلف المشارك لكتاب «من الصفر إلى الذكاء الاصطناعي»، على أن كشف أسرارك لروبوت دردشة يعمل بالذكاء الاصطناعي ينطوي على مخاطر. وقال: «الهدف من نماذج الذكاء الاصطناعي هو إرضاء المستخدم»، مثيراً تساؤلات حول استعدادها لتقديم نصائح نقدية، وعلى عكس المعالجين لا تخضع هذه الأدوات لمعايير أخلاقية أو إرشادات مهنية، ويضيف ماورو أنه إذا كان للذكاء الاصطناعي القدرة على الإدمان، فيجب أن يخضع للتنظيم.تشير دراسة حديثة أجرتها جامعة كارنيجي ميلون ومايكروسوفت، وهي مستثمر رئيسي في أوبن إيه آي، إلى أن الاعتماد المفرط طويل الأمد على أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية يمكن أن يقوض مهارات التفكير النقدي لدى المستخدمين ويتركهم غير مؤهلين للإدارة بدونها. وكتب الباحثون: «في حين أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يحسن الكفاءة، إلا أنه قد يقلل أيضاً من المشاركة النقدية، لا سيما في المهام الروتينية أو الأقل أهمية التي يعتمد فيها المستخدمون ببساطة على الذكاء الاصطناعي». وبينما تُدرك الدكتورة ميلاني كاتزمان، أخصائية علم النفس السريري والخبيرة في السلوك البشري، فوائد الذكاء الاصطناعي للأشخاص ذوي الاختلافات العصبية، إلا أنها ترى بعض الجوانب السلبية، مثل إعطاء المرضى عذراً لعدم التفاعل مع الآخرين.لكن بالنسبة للمستخدمين الذين اعتمدوا على هذه التقنية، فإن هذه المخاوف أكاديمية بحتة.(رويترز)