ترامب يقترب من تصعيد الرسوم الجمركية.. والأسواق تنتظر اللحظة الحرجة

تقترب أسواق المال الأميركية من مستويات تاريخية، مدفوعة بآمال أن تنجح واشنطن في توقيع مزيد من اتفاقيات التجارة، ما يجنّب الاقتصاد الأميركي صدمة من ارتفاعات جمركية مفرطة قد تزعزع الزخم الاقتصادي القوي الحالي. سجّل مؤشر أس آند بي 500 وناسداك مستويات قياسية جديدة يوم الخميس، بينما يحتاج داو جونز إلى ارتفاع بنسبة 0.72% فقط ليصل إلى أعلى مستوى له على الإطلاق.
وجاء هذا الهدوء النسبي في الأسواق بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن صفقة تجارية مع اليابان تتضمن فرض رسوم جمركية بنسبة 15% بدلاً من 25% كانت مهددة سابقاً، ما اعتُبر خطوة إيجابية خففت من قلق المستثمرين.لكن هذا الهدوء قد لا يدوم؛ إذ حذر محللون من أن الأسواق غير مستعدة لسيناريو تتجاوز فيه المعدلات الفعلية للرسوم الجمركية حاجز 20% على شركاء تجاريين رئيسيين، مثل الاتحاد الأوروبي.
ويهدد ترامب بفرض رسوم تصل إلى 30% إذا لم يتم التوصل لاتفاق قبل الأول من أغسطس آب.لكن مراقبين اقتصاديين يشيرون إلى أن ارتفاع التقييمات يجعل السوق هشة أمام أي مفاجآت سلبية على جبهة التجارة.ويخشى مستثمرون أن يواصل ترامب تصعيده الجمركي في غياب ردع واضح من الأسواق، كما حدث في أبريل نيسان الماضي حين أدت رسوم «يوم التحرير» المفاجئة إلى تراجع حاد في الأسواق.تاريخياً، لم يشهد مؤشر أس آند بي 500 تقلبات يومية تفوق 1% منذ أكثر من شهر، ما يشير إلى أن الزخم بدأ بالتباطؤ، وفقاً لتحليلات يو بي أس UBS.رغم أن صفقة اليابان فتحت نافذة تفاؤل، فإن بعض المحللين يرون أنها قد تشجع ترامب على تشديد لهجته مع شركاء آخرين مثل الاتحاد الأوروبي، ما قد يعيد الأسواق إلى حالة من القلق.وفي حال استمرت الحملة الجمركية على هذا النحو، فقد تزداد الضغوط التضخمية، ما يعقّد مهمة الاحتياطي الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة، ويضع ضغوطاً مزدوجة على المستهلكين والشركات.