شراء الذهب بأعلى فائدة بأقل تكلفة: البنوك المركزية تتصدر المشهد.

شراء الذهب بأعلى فائدة بأقل تكلفة: البنوك المركزية تتصدر المشهد.

في عالم لا يهدأ من الصراعات، جيوسياسية تارة وتجارية تارة أخرى، يسعى الجميع للاحتفاظ بملاذات آمنة تنقذ من الأزمات الاقتصادية المتلاحقة، ليكون الذهب هو البطل الأمثل والمنقذ في الأوقات الصعبة، ولكن ارتفاع سعره لمستويات قياسية متكررة يشكل صعوبة في اقتنائه من الأفراد ولا سيما البنوك المركزية.
وسعت البنوك المركزية لهذا الحل ليس فقط دعم الصناعة المحلية وإنما لتعزيز الاحتياطي من الذهب الأقل في التكلفة وأيضاً دون التأثير على احتياطيات النقد الأجنبي.
وبينما كانت دول مثل الفلبين والإكوادور تفعل هذا لسنوات، فإن المزيد من البنوك المركزية التي لديها إمكانية الوصول إلى مناجم الذهب المحلية بدأت أو زادت أو تفكر في عمليات شراء محلية مباشرة، وفقاً لمجلس الذهب العالمي.أفاد 19 بنكاً مركزياً من أصل 36 مشاركاً في أحدث استطلاع أجراه مجلس الذهب العالمي أنهم يشترون الذهب مباشرةً من مناجم الذهب المحلية الحرفية والصغيرة بالعملة المحلية، ويفكر 4 في اتباع الطريقة نفسها، ولكن مع توجه البنوك إلى شراء الاحتياطي من المناجم كيف يتأثر سعر الذهب؟أجاب خالد الخطيب، محلل الأسواق في «إيزي ماركتس»، وقال إن اتجاه البنوك المركزية للمناجم المحلية بدلاً من شرائه من البورصات العالمية، بدوره يرتفع سعر الذهب.فسر الخطيب توقعه في أنه عندما تتجه البنوك للاحتفاظ بالذهب المحلي فإن هذا بدوره يقلل المعروض العالمي، وبالتالي ترتفع الأسعار مع نقص الذهب.وأضاف «وفي حين حاول البعض دعم الاحتياطي ووجدوا فيه حلاً لزيادة مقتنياتهم من الذهب، ستتحفز بقية البنوك المركزية إلى شراء المزيد من الذهب من البورصات العالمية لتقوية ساعدها، وهذا أيضاً يدعم أسعار المعدن الأصفر لترتفع».

توقعات النصف الثاني من 2025 وعام 2026

توقع الخطيب استمرار تحرك سعر الأوقية فوق 3300 دولار خلال النصف الثاني من 2025، أي قريبة من المستويات الحالية خاصة مع إتمام الولايات المتحدة صفقات مع دول عدة.وتباينت توقعات البنوك العالمية في ما يخص توقعات سعر الأوقية خلال الأشهر الستة الأخيرة من 2025، فتوقع كل من بنك يو بي إس وساكسو بنك أن يصل سعر الأوقية إلى 3500 دولار فيما تفاءل غولدمان ساكس بشكل أكبر متوقعاً بلوغها 3700 دولار، وخطى على إثره بنك جي بي مورغان متوقعاً سعر 3675 دولاراً للذهب.وفي المقابل توقع مجلس الذهب العالمي وسيتي بنك تراجعاً في السعر ليصل إلى 3 آلاف دولار للأوقية.أما عن 2026، فيرى الخطيب أن المنحنى سيستكمل الصعود خلال العام المقبل ويمكن أن يصل لمستويات 4 آلاف دولار للأوقية، واعتمد الخطيب في توقعاته على سياسة الفيدرالي الأميركي، المرجح أن يخفض الفائدة مرتين هذا العام، وأيضاً سياسة الرئيس دونالد ترامب تجاه الديون الأميركية.وجاء رأي الخطيب متوافقاً مع توقعات غولدمان ساكس وجيه بي مورغان وبنك أوف أميركا الذين يرون في الذهب فرصاً ليرفع سعره إلى مستوى الأربعة آلاف دولار.