إدارة ترامب توافق على تجمع باراماونت غلوبال وسكاي دانس ميديا

وافقت إدارة ترامب رسمياً، أمس الخميس، على اندماج شركتي باراماونت غلوبال وسكاي دانس ميديا، منهيةً بذلك شهوراً من حالة عدم اليقين التنظيمي.
في الأيام الأخيرة، وافق مالكو باراماونت المُنتظرون على تعيين أمين للشكاوى في سي بي إس، وتعهدوا بعدم تطبيق أي سياسات جديدة للتنوع والشمول والتكامل.
كانت هذه الالتزامات، بالإضافة إلى التعهدات المتعلقة بالمحتوى المحلي، حاسمة لرئيس لجنة الاتصالات الفيدرالية، بريندان كار، الذي أعاد تشكيل الوكالة، التي لطالما عُرفت باستقلاليتها التاريخية، في صورة ترضي توجهات الرئيس ترامب المُنتقدة لوسائل الإعلام، وفتح تحقيقات من قبل لجنة الاتصالات الفيدرالية في “تجاوزات” عدة قنوات انتقدها الرئيس.بمجرد أن تلقى كار التزامات كتابية من سكاي دانس، سارع إلى حث زملائه المفوضين على التصويت على الاندماج، وقال في بيان “أرحب بالتزام سكاي دانس بإجراء تغييرات جوهرية في شبكة البث العريقة سي بي إس”، وأشار إلى تأكيدات الشركة على تقديم برامج “تتسم بتنوع وجهات النظر من مختلف الأطياف السياسية والأيديولوجية”.
انتقادات شديدة
قال السيناتوران الديمقراطيان بن راي لوجان وإد ماركي، في بيان مشترك، مساء الخميس “إنّ موافقة لجنة الاتصالات الفيدرالية على اندماج باراماونت وسكاي دانس تفوح منها رائحة أسوأ أشكال الفساد”.واستشهد السيناتوران بتأكيد ترامب، الذي أدلى به على منصة “تروث سوشيال” قبل يومين، بأنّ المالكين الحاليين والمستقبليين لشركة باراماونت قد قدّموا له “التزامات تزيد على 36 مليون دولار”، بينما صرحت السيناتور الديمقراطية إليزابيث وارن، أمس الخميس، بأنه “يجب التحقيق في هذا الاندماج بحثاً عن أي سلوك إجرامي”.وأحد هذه الالتزامات معروف للجميع، حيث وافقت باراماونت في الأول من يوليو تموز، على دفع 16 مليون دولار لمكتبة ترامب الرئاسية المُستقبلية لتسوية دعوى الرئيس القانونية ضد قناة “سي بي إس نيوز”.وأصرت كل من الشركة ولجنة الاتصالات الفيدرالية على أنّ هذا المبلغ لا علاقة له بعملية مراجعة الاندماج.وقال ترامب إن مالكي باراماونت المستقبليين وعدوا أيضاً ببث مجاني لإعلانات خدمية عامة كانت لتكلف ملايين الدولارات، ما يرفع المبلغ المتعهد به إلى رقم 36 مليون دولار، وأكد الملاك الحاليون عدم مشاركتهم في أي مفاوضات حول ذلك، ولم يُعلق الملاك المستقبليون على تصريحات ترامب.وحذّرت المفوضة آنا غوميز، التي أدلت بالصوت الرافض الوحيد في اللجنة، من أن “تسوية باراماونت وهذه الموافقة المتهورة تدعمان وجهة نظر أولئك الذين يعتقدون أن الحكومة تستطيع -بل ينبغي عليها- إساءة استخدام سلطتها لانتزاع تنازلات مالية وأيديولوجية، والمطالبة بمعاملة تفضيلية، وضمان تغطية إعلامية إيجابية”.
إزاحة كولبير
في الأسبوع الماضي، أعلنت سي بي إس أن برنامجها الحواري الرائد “ذا ليت شو ويذ ستيفن كولبير” سينتهي في مايو المقبل، وقالت الشبكة إن الإلغاء يعود إلى ضغوط “مالية”، وليس إلى “أمور أخرى تحدث في باراماونت”، في إشارة إلى الاندماج المرتقب.ومنذ ذلك الحين، سخر كولبير من مبررات الشبكة في برنامج “ذا ليت شو”، كما انتقد جون ستيوارت، الذي يقدّم برنامج “ذا ديلي شو” أسبوعياً على قناة كوميدي سنترال، المملوكة أيضاً لشركة باراماونت، توجهات الشركة، وربط إلغاء برنامج كولبير بحملة الضغط التي شنّها ترامب على وسائل الإعلام، وقال “الجميع يتساءل: هل كان هذا لأسباب مالية بحتة، أم أنه ربما كان الخيار الأسهل لاندماجكم بقيمة 8 مليارات دولار؟”.ومساء الأربعاء، واصل مسلسل “ساوث بارك” على قناة كوميدي سنترال انتقاده شركة باراماونت، وفي إحدى لحظات الحلقة سأل أحد الشخصيات: “أتريدون حقاً أن تصبحوا مثل كولبير؟ عليكم التوقف عن الغباء! فقط اصمتوا! وإلا سيتم إلغاء البرنامج أيها الحمقى”.(برايان ستيلتر، وليام رايلي، CNN)