التضخم الأساسي في طوكيو يتجاوز مستهدف البنك المركزي ويسجل 2.9% في يوليو 2025

أظهرت بيانات رسمية يوم الجمعة أن معدل التضخم الأساسي في العاصمة اليابانية طوكيو تباطأ خلال يوليو تموز، لكنه بقي فوق هدف بنك اليابان البالغ 2%، ما عزز التوقعات في الأسواق بزيادة أخرى في أسعار الفائدة خلال العام الجاري.
وأشارت البيانات إلى أن مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي في طوكيو -الذي يستثني أسعار الغذاء الطازج- ارتفع بنسبة 2.9% على أساس سنوي في يوليو تموز، مقارنة بتوقعات السوق التي بلغت 3%، وكان المؤشر قد سجل ارتفاعاً بنسبة 3.1% في يونيو حزيران.

ورغم ذلك، تسارع التضخم في أسعار المواد الغذائية -باستثناء الأغذية الطازجة- إلى نحو 7.4% في يوليو تموز، مقارنة بـ7.2% في يونيو حزيران، ما يشير إلى استمرار الضغوط المعيشية على الأسر.كما أظهر مؤشر آخر، يتابعه بنك اليابان بدقة ويستثني كلاً من أسعار الغذاء الطازج والطاقة، استقرار التضخم عند 3.1% في يوليو تموز، وهو المستوى نفسه المسجّل في يونيو حزيران، ما يعكس استمرار الضغوط الناتجة عن الطلب المحلي.وارتفعت أسعار الخدمات بنسبة 2.1% في يوليو تموز على أساس سنوي، دون تغيير عن يونيو حزيران، ما يشير إلى أن الشركات تواصل تمرير ارتفاع تكاليف العمالة إلى المستهلكين.ويرى محللون أن التضخم قد يتراجع في الأشهر المقبلة بفعل تأثير القاعدة، إلى جانب مؤشرات على تراجع في الارتفاع الحاد بأسعار الأرز.وبينما عزز إبرام اتفاق تجاري مع الولايات المتحدة هذا الأسبوع التوقعات بزيادة مرتقبة في أسعار الفائدة، يشكك بعض الاقتصاديين في قدرة بنك اليابان على التحرك قريباً.وقال تورو سويهيرو، كبير الاقتصاديين في «دايوا سيكيوريتيز»: «إذا بدأ التضخم بالتباطؤ، فلن يكون لدى بنك اليابان حاجة ملحة لرفع أسعار الفائدة»، مشيراً إلى أن نمو الأجور الاسمي لا يزال ضعيفاً هذا العام.وكان بنك اليابان قد أنهى في وقت سابق هذا العام سياسة التحفيز النقدي التي استمرت لعقد كامل، ورفع أسعار الفائدة قصيرة الأجل إلى 0.5% في يناير كانون الثاني بعد أن رأى أن الاقتصاد بات قريباً من تحقيق هدف التضخم عند 2% بشكل مستدام.ورغم إبداء البنك استعداده لمزيد من رفع أسعار الفائدة، فإن تداعيات الرسوم الجمركية الأميركية أجبرته على خفض توقعاته للنمو في مايو أيار، ما زاد من تعقيد قراراته المتعلقة بتوقيت الزيادة القادمة.لكن إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب المفاجئ يوم الأربعاء عن اتفاق تجاري مع اليابان خفّف من حالة عدم اليقين بشأن التوقعات الاقتصادية للبلاد، ما دفع بعض المستثمرين إلى إعادة الرهان على رفع جديد للفائدة قبل نهاية العام.وبعد ساعات من إعلان الاتفاق، صرّح نائب محافظ بنك اليابان شينيتشي أوتشيدا بأن الصفقة ستقلل من الغموض وتزيد من فرص تحقيق هدف التضخم بشكل مستدام.وكان استطلاع أجرته رويترز قبل إعلان الاتفاق قد أظهر أن غالبية الاقتصاديين يتوقعون رفع سعر الفائدة الأساسي مرة أخرى قبل نهاية العام، على الرغم من ترجيح إبقاء السياسة دون تغيير خلال اجتماع هذا الشهر.(رويترز)