حرب التعريفات الجمركية: دونالد ترامب يركز على عصير البرتقال من البرازيل

حرب التعريفات الجمركية: دونالد ترامب يركز على عصير البرتقال من البرازيل

يُحتمل أن تؤدي خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 50 في المئة على جميع المنتجات البرازيلية بدءاً من الأول من أغسطس، إلى تدمير حزام الحمضيات في البرازيل، مع اضطرار المصانع إلى تقليص الإنتاج، وتفكير المزارعين في ترك المحصول ليتعفن في الحقول وسط تراجع حاد في الأسعار.

تهديد مباشر للصادرات البرازيلية

وتراجعت أسعار البرتقال هذا الشهر في البرازيل إلى 44 ريالاً (8 دولارات) للصندوق، أي ما يقرب من نصف ما كانت عليه قبل عام، وفقاً لمؤشر سيبيا التابع لجامعة ساو باولو، ما يوضح كيف أن السياسات التجارية المربكة للرئيس ترامب يمكن أن تُحدث فوضى حتى قبل تنفيذها.

ارتفاع الرسوم بنسبة 533%

تشير البيانات إلى أن الرسوم الجديدة على واردات العصير البرازيلي تمثل زيادة بنسبة 533 في المئة مقارنة بالرسوم الحالية البالغة 415 دولاراً للطن.ورفعت شركة جوهانا فودز، وهي شركة أميركية مقرها نيوجيرسي وتنتج عصائر الفاكهة، دعوى قضائية يوم الجمعة الماضي ضد الرسوم المقترحة على عصير البرتقال البرازيلي، مؤكدة أنها ستُسبب ضرراً مالياً مباشراً وكبيراً للشركة وللمستهلكين الأميركيين.ومن جهته، قال نيتو إن الرسوم قد تشكل خطراً كبيراً أيضاً على شركتي كوكاكولا وبيبسي اللتين تسيطران على نحو 60 في المئة من سوق عصير البرتقال في الولايات المتحدة، ولم ترد أي من الشركتين على طلبات التعليق.

المستهلك الأميركي سيدفع الثمن

انخفض إنتاج الولايات المتحدة من عصير البرتقال إلى أدنى مستوياته خلال نصف قرن في موسم 2024-2025، إذ قُدّر الإنتاج بـ108.3 مليون غالون، حسب بيانات وزارة الزراعة الأميركية التي استند إليها مؤشر سيبيا، ما يعني أن الواردات ستمثل 90 في المئة من الإمدادات الأميركية حتى سبتمبرسيتحمّل المستهلكون الأميركيون العبء إلى جانب المزارعين البرازيليين؛ إذ يأتي نصف عصير البرتقال الذي يستهلكه الأميركيون من البرازيل، ويباع تحت علامات تجارية شهيرة مثل تروبيكانا، ومينيَت ميد، وسيمبلي أورانج.كما أن استبدال البرازيل التي تنتج 80 في المئة من عصير البرتقال في العالم، لن يكون بالأمر السهل.أصبحت الولايات المتحدة تعتمد أكثر على الواردات في السنوات الأخيرة بسبب أمراض زراعية مثل «اخضرار الحمضيات»، إضافة إلى الأعاصير وموجات الصقيع التي أثرت على الإنتاج المحلي.

خيارات محدودة أمام البرازيل

لن يكون من السهل على البرازيل إيجاد بدائل للمستهلكين الأميركيين الذين يُعدّون من بين أكثر الشعوب استهلاكاً لعصير البرتقال في العالم.وعادةً ما تستورد الدول ذات الدخل المرتفع عصير البرتقال، ما يحد من قدرة البرازيل على دخول أسواق جديدة. ويباع عصير البرتقال البرازيلي حالياً إلى نحو 40 دولة فقط، وهو ما يمثل ثلث عدد الدول التي تشتري اللحوم البرازيلية، وفقاً لبيانات التجارة.وأشار نيتو إلى أن الرسوم الجمركية المرتفعة في دول مثل الهند وكوريا الجنوبية، إضافة إلى انخفاض مستويات الدخل في الصين، تعوق نمو صادرات العصير.أما الاتحاد الأوروبي الذي يستحوذ بالفعل على 52 في المئة من إجمالي صادرات البرازيل من عصير البرتقال، فمن غير المرجح أن يعوض الفجوة التي ستتركها السوق الأميركية.

محاولات للالتفاف على الرسوم

أحد الخيارات التي قد تلجأ إليها الشركات يتمثل في تصدير العصير عبر كوستاريكا، وهو ما تقوم به بعض الشركات حالياً لتجنب الرسوم الحالية، وفقاً لما قاله المستشار الزراعي أرليندو دي سالفو، ومع ذلك، من غير الواضح ما إذا كانت هذه الحيلة ستنجح بعد دخول الرسوم الجديدة حيز التنفيذ.ومع استمرار الشركات في البحث عن طرق بديلة للوصول إلى المستهلكين، يعيش مزارعو البرتقال في فورموزو حالة من القلق. وتراجعت الأسعار إلى نحو ثلث ما كانوا يتقاضونه في الفترة نفسها من العام الماضي، ما يجعل تكلفة الحصاد بالكاد تغطي التكاليف.(رويترز)