لماذا يمتلك رواد الأعمال الأثرياء جزءًا ضئيلًا من أسهم شركاتهم؟

يمتلك الرئيس التنفيذي والمؤسس لشركة تسلا إيلون ماسك نحو 9% فقط من الشركة، فيما يمتلك المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة إنفيديا جنسن هوانغ 3% فقط من الشركة، وعلى نفس المنوال يأتي المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة ميتا مارك زوكربيرغ الذي يمتلك 13% من شركته، فلماذا لا يمتلك رواد الأعمال سوى نسبة صغير من المؤسسات العملاقة التي بنوها.رغم الحصة التي قد يراها بعض الأشخاص قليلة، فإن هؤلاء المؤسسين جميعهم بين أغنى الأثرياء في العالم، فإيلون ماسك هو أغنى رجل في العالم بثروة تقدر بنحو 397.6 مليار دولار، فيما تبلغ ثروة هوانغ وزوكربيرغ نحو 150.6 مليار دولار و246.9 مليار دولار على التوالي.
لماذا حصة المؤسس صغيرة في شركته؟
وقال رائد الأعمال المصري محمد أبو النجا الشهير بنجاتي في تصريحات خاصة لـCNN الاقتصادية «النمو السريع يعني استثماراً، وإن كنت لا تملك المال للنمو عندها تقصد المستثمرين، ما يقلل حصص رواد الأعمال أو المؤسسين»، معقباً «وهذا طبيعي وحدث معنا جميعاً كرواد أعمال».
وأضاف نجاتي –الذي شارك في تأسيس شركات ناشئة مصرية مقومة بنحو 4.5 مليار دولار- رداً على سؤال بشأن حصص المؤسسين وهل يجب أن تكون كبيرة أم صغيرة «لا يوجد صح أو خطأ مطلق هنا» لكل حالة خصوصيتها التي تحدد مسار رائد الأعمال.وأوضح نجاتي -الذي كان جزءاً من شركات فوري وكريم وحالاً- بشكل عام «1% من شركة بقيمة مليار دولار أفضل من 10% من شركة بقيمة 10 ملايين دولار». وعادة ما يمتلك رواد الأعمال العديد والعديد من الأفكار الجيدة ويكونون على استعداد لتقديم خدمة أو منتج جديد إلى السوق، لكن المشكلة التي تعوقهم عادة تكون التمويل، وهنا يأتي دور المستثمرين الذين يعرضون مبلغاً مالياً معيناً مقابل حصة من الشركة، وكلما دخل المستثمرون إلى الشركة في مرحلة مبكرة طالبوا بنسبة أكبر من الشركة.ويكون أمام رواد الأعمال هنا خياران، إما المحافظة على حصتهم وإما نمو الشركة، وقبلوا أن يحصل المستثمرون على حصة، وعادة ما يختار رواد الأعمال نمو الشركة على حساب حصتهم نظراً لأنه رغم أن حصتهم تقل كنسبة مئوية لكن قيمة النسبة الجديدة الأصغر تكون عادة أكبر من قيمة نسبتهم السابقة بالشركة.وكلما زاد حجم ونجاح الشركة زادت قيمة حصتهم بالشركة، في المقابل إذا رفض رائد الأعمال دخول أي مستثمر معه فإن فرص شركته في النمو تقل وبشدة، فالحاجة للتمويل أمر شبه حتمي للشركات الناشئة.
أبل ومايك ماركولا
تعد أبل قصة ملهمة في عالم ريادة الأعمال، ولا يمكن ذكر نجاح أبل دون ذكر رجل الأعمال مايك ماركولا، كان ماركولا أول مستثمر في الشركة بعام 1976.وقدم ماركولا 250 ألف دولار مقابل الحصول على 26% الشركة وقبل المؤسسين ستيف جوبز وستيف وزنياك بهذا العرض.ومثل هذا الاستثمار المبكر دعماً مالياً وإدارياً حاسماً لشركة أبل في مراحلها الأولى، وشغل ماركولا منصب أول رئيس مجلس إدارة لشركة أبل وكان له دور فعال في تشكيل مسارها.وأرجع وزنياك -الذي صمم أول جهازي كمبيوتر من إنتاج أبل- نجاح شركة أبل إلى ماركولا أكثر من نفسه.وتقاعد ماركولا من مجلس إدارة أبل مع عودة ستيف جوبز للشركة في عام 1997، وفي عام 2024 قدرت ثروته بنحو 1.2 مليار دولار معظمها جاء من استثمار الناجح في أبل.