كوكاكولا “القصب”: استراتيجية اقتصادية صعبة من البيت الأبيض

كوكاكولا “القصب”: استراتيجية اقتصادية صعبة من البيت الأبيض

أعلنت شركة كوكاكولا يوم 22 يوليو تموز طرح إصدار جديد من مشروبها الغازي الشهير في أميركا باستخدام سكر القصب الأميركي بدلاً من شراب الذرة عالي الفركتوز. جاء الإعلان بعد «محادثات» بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب وإدارة الشركة كشف عنها بنفسه قبل أيام، وقال فيها إنه يفضّل الطعم «الأصيل» لمشروب كوكاكولا كما يُباع في المكسيك، إذ يُصنع من السكر الطبيعي.
ورغم أن تعديل وصفة كوكاكولا ليس بالأمر الجديد، فقد شهد المشروب تغييرات تاريخية أبرزها إزالة مادة الكوكايين في 1903، وتعديل كارثي في 1985 بإطلاق «نيو كوك»، إلا أن التدخل المباشر من رئيس دولة بهذه الطريقة في واحدة من أشهر الوصفات التجارية عالمياً يسلّط الضوء على خلل أعمق في السياسات الصناعية الأميركية.
هذا الارتفاع ناتج عن نظام دعم طويل الأمد منذ عام 1789، إذ تفرض وزارة الزراعة الأميركية قيوداً صارمة على الإنتاج المحلي، وتحد من الواردات، بينما تقدّم تمويلاً للمزارعين للحفاظ على مستويات الأسعار.على الجانب الآخر، لا يمكن تجاهل واقع دعم الذرة في أميركا، فهي المحصول الأكثر دعماً من الحكومة، إذ يحصل المزارعون على ما يقارب 3 مليارات دولار سنوياً عبر مدفوعات مباشرة وضمانات وقروض.وتُستخدم الذرة بشكل رئيسي لإنتاج شراب الذرة العالي الفركتوز، ما يعني أن كوكاكولا الجديدة قد تُحدث اضطراباً في توازنات دعم زراعي استمر لعقود.ومن الجدير بالذكر أن، سجلت شركة «كوكاكولا» نمواً في صافي أرباح الربع الثاني من 2025 بنسبة 58% إلى 0.88 دولار للسهم، فيما ارتفعت الإيرادات 1.13% إلى 12.5 مليار دولار.وبلغ هامش التشغيل 34.1% والهامش التشغيلي غير المعدّل 34.7%، مدفوعين بنمو الإيرادات وتأجيل استثمارات تسويقية وإدارة فعالة للتكاليف رغم تقلبات أسعار الصرف.وتراجع التدفق النقدي التشغيلي بـ1.4 مليار دولار نتيجة سداد دفعة مؤجلة بـ6.1 مليار دولار لصفقة استحواذ «فيرلايف» في 2020، ما أدى إلى تدفق نقدي حر سلبي بـ2.1 مليار دولار، لكنه يبلغ 3.9 مليار دولار دون تلك الدفعة.تستعد الشركة لإطلاق منتج جديد مصنوع من سكر القصب الأميركي في الخريف، كما تبنّت استراتيجية تسعير مرنة وتعبئة محلية. في الهند وأميركا اللاتينية أضافت 130 مليون معاملة عبر عبوات فردية منخفضة التكلفة، وفي إسبانيا ساعدت عبوات 1.25 لتر على تحسين المبيعات. باختصار، هذا تتناقض مع سياسات أخرى داخل البيت الأبيض نفسه. فعلى الرغم من ولع ترامب بكوكاكولا الدايت، فإن وزير الصحة والخدمات الإنسانية روبرت كينيدي صرّح سابقاً أن السكر وشراب الذرة «سموم غذائية»، وطالب بحظر استخدام بطاقات الإعانة الغذائية لشراء المشروبات الغازية.