الصين تتدخل لدعم مراكز البيانات من الانهيار المالي

الصين تتدخل لدعم مراكز البيانات من الانهيار المالي

بدأت الصين باتخاذ إجراءات جديدة لتأسيس شبكة وطنية تسمح ببيع فائض هذه القدرة، وفقاً لتقارير إعلامية وتصريحات من مسؤولين وخبراء في المجال، في خطوة تهدف إلى السيطرة على النمو العشوائي لمراكز البيانات وتقليل الفائض في القدرات الحاسوبية.
ووفقاً لوكالة «رويترز»، أطلقت لجنة التخطيط الوطني (NDRC) تقييماً وطنياً لمراكز البيانات بهدف ضبط النمو وتوجيه الاستثمارات بشكل أكثر فاعلية.
وشهد عام 2023 ضخّ استثمارات حكومية وصلت إلى 24.7 مليار يوان (3.4 مليار دولار)، بينما أُلغي أكثر من 100 مشروع خلال الأشهر الـ18 الماضية، مقارنة بإلغاء 11 مشروعاً فقط في 2022، ما يعكس قلق السلطات المحلية من تدني عوائد هذه الاستثمارات.

شبكة سحابية حكومية

تسعى الحكومة إلى تأسيس خدمة سحابية وطنية تديرها الدولة بالتعاون مع شركات الاتصالات الكبرى مثل «تشاينا موبايل» و«تشاينا يونيكوم» و«تشاينا تيليكوم»، لتسهيل تنظيم وبيع القدرة الحاسوبية الفائضة. وتهدف هذه المبادرة إلى تحقيق الترابط القياسي بين مراكز الحوسبة العامة بحلول عام 2028، وفق ما أعلنه تشن ييلي، نائب كبير المهندسين في أكاديمية تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.وقال تشن في مؤتمر صناعي في بكين لوكالة رويترز «كل شيء سيتم تنظيمه من خلال سحابتنا الوطنية، لتنفيذ إدارة وتنظيم وجدولة موحدة»، مؤكداً أن المستخدمين لن يحتاجوا للقلق بشأن أنواع الشرائح المستخدمة، بل فقط تحديد احتياجاتهم من الطاقة الحاسوبية وسعة الشبكة.مع ذلك، تواجه المبادرة تحديات كبيرة، أبرزها تفاوت تقنيات الشرائح بين المراكز (مثل رقائق إنفيديا وهواوي)، واختلاف البنية التحتية والبرمجيات، ما يصعب دمجها في نظام سحابي موحد. كما أن العديد من المراكز لا تحقق الحد الأدنى من زمن الاستجابة المطلوب (20 مللي ثانية)، خاصة في التطبيقات الحساسة مثل التداول المالي.أضف إلى ذلك، أن معدل الاستخدام الحالي للمراكز يتراوح بين 20% و30% فقط، ما يعكس فجوة كبيرة بين الطاقة الحاسوبية المتوفرة والطلب الفعلي.وكخطوة لتنظيم القطاع، فرضت لجنة التخطيط الوطني شروطاً صارمة على المشاريع الجديدة منذ مارس آذار 2024، تتضمن ضرورة وجود اتفاقيات لشراء القدرة الحاسوبية، ونسب استخدام دنيا، ومنعت الحكومات المحلية من دعم مشاريع صغيرة جديدة.وفي ظل سباق عالمي في مجال الذكاء الاصطناعي، تسعى الصين جاهدة لتحسين كفاءة استثماراتها في البنية التحتية الرقمية، واحتواء الفوضى الناجمة عن الحماس الزائد في إنشاء مراكز البيانات، عبر حلول تقنية وتنظيمية تأمل أن تحقق توازناً بين الطموحات والواقع.