تصاعد الخلافات: ترامب يتوجه إلى الفيدرالي ويزيد من الضغط على باول

قال البيت الأبيض إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، المعروف بانتقاداته اللاذعة لرئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، سيزور البنك المركزي يوم الخميس، في خطوة مفاجئة تُصعّد التوتر بين الإدارة الأميركية والمؤسسة النقدية.
وكان ترامب، الرئيس الجمهوري، قد رشّح باول لرئاسة الاحتياطي الفيدرالي خلال ولايته الأولى، لكنه غيّر موقفه لاحقاً بسبب خلافات بشأن أسعار الفائدة والوضع الاقتصادي، وبين ولايتي ترامب، قام الرئيس الديمقراطي جو بايدن بترشيح باول لولاية ثانية.
وقال نائب رئيس موظفي البيت الأبيض، جيمس بلير، هذا الأسبوع إن مسؤولين من الإدارة سيزورون البنك يوم الخميس، دون أن يذكر ما إذا كان ترامب سيكون من بينهم، غير أن جدولاً رسمياً أصدره البيت الأبيض مساء الأربعاء أشار إلى أن ترامب سيزور الاحتياطي الفيدرالي الساعة الرابعة عصرًا (20:00 بتوقيت غرينتش) يوم الخميس، دون توضيح ما إذا كان سيلتقي باول.وجاء رد الفعل الأولي في الأسواق المالية باهتاً، إذ ظلّ عائد سندات الخزانة الأميركية لأجل عشر سنوات مستقراً عند 4.387% خلال التعاملات الآسيوية، فيما تراجع الدولار قليلاً.وقد أثارت انتقادات ترامب العلنية المتكررة لباول، وتلميحاته بعزله، اضطرابات في الأسواق المالية في السابق، لأنها تمثل تهديداً لاستقلالية البنوك المركزية، وهو أحد الأسس الجوهرية للنظام المالي العالمي.وعادة ما يمتنع رؤساء الولايات المتحدة عن التعليق على سياسات الاحتياطي الفيدرالي احتراماً لاستقلاليته، لكن ترامب الذي يتجاوز الأعراف السياسية، لم يلتزم بهذا التقليد.ومنذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير كانون الثاني، شن ترامب هجوماً على مؤسسات متعددة، من مكاتب المحاماة إلى الجامعات ووسائل الإعلام، في محاولة لإعادة تشكيل المجتمع الأميركي وفق رؤيته.واستخدم الأسلوب الحاد نفسه تجاه الاحتياطي الفيدرالي، ضاغطاً على باول لتخفيض أسعار الفائدة، محملاً إياه مسؤولية عدم تحفيز الاقتصاد بما فيه الكفاية.ويرى ترامب أن على الاحتياطي الفيدرالي خفض سعر الفائدة الأساسي إلى 1% فقط، مقارنة بالنطاق الحالي البالغ 4.25%-4.50%، ما سيساعد في خفض تكاليف الاقتراض الحكومي، ويُتيح للإدارة تمويل العجز المتزايد الناتج عن خطط الإنفاق وتخفيضات الضرائب التي يعتزم تنفيذها، إلا أن مثل هذا المستوى المنخفض للفائدة يُعدّ عادة مؤشراً على أزمة اقتصادية في بلد ما.(رويترز)