آي بي إم توضح كيف تسهم القيادة المركزية في زيادة العوائد الاستثمارية

آي بي إم توضح كيف تسهم القيادة المركزية في زيادة العوائد الاستثمارية

بينما تتسابق الدول والمؤسسات حول العالم لتبنّي الذكاء الاصطناعي، تبرز الإمارات كلاعبٍ رئيسي في هذا المشهد، ليس فقط على مستوى المنطقة، بل عالمياً. في مقابلة خاصة مع CNN الاقتصادية، كشف شكري عيد، نائب الرئيس والمدير العام لشركة IBM في الخليج والمشرق العربي وباكستان، عن نتائج دراسات حديثة تشير إلى ريادة الإمارات في تعيين مسؤولين تنفيذيين للذكاء الاصطناعي (Chief AI Officers)، بنسبة بلغت 33% مقارنة بمتوسط عالمي لا يتجاوز 26%.
لكن ما يجعل هذه الأرقام أكثر لفتاً للنظر، بحسب عيد، هو أن المتوسط في الشرق الأوسط لا يتجاوز 19%، ما يعكس الفجوة الإقليمية من جهة، وتقدّم الإمارات من جهة أخرى.الذكاء الاصطناعي.. رؤية وطنية وليست مجرّد تقنية

يرى عيد أن الفارق الجوهري في تجربة الإمارات لا يعود فقط إلى الاستثمار في التكنولوجيا، بل إلى النظرة الاستراتيجية التي تتعامل بها الدولة مع الذكاء الاصطناعي. يقول: “نحن نتحدث عن دولة لديها أول وزير للذكاء الاصطناعي في العالم.. الذكاء الاصطناعي هنا ليس مجرّد إضافة تجميلية، بل قوة دافعة للتحوّل الاقتصادي”.ويضيف أن هذا التوجه المدروس أسهم في خلق تراكم معرفي داخل الدولة، ترافق مع صعود أجيال كاملة على موجات متتالية من التبني التكنولوجي، ما أفرز كوادر قيادية ذات خبرة فعلية، تم ترقية 69% منهم من داخل المؤسسات نفسها.القيادة المركزية ترفع العائد على الاستثمارتُظهر دراسة حديثة أجرتها IBM أن المؤسسات التي تعتمد نموذجاً مركزياً لإدارة الذكاء الاصطناعي، بقيادة مسؤول تنفيذي مخصص، تحقق عائداً أعلى على الاستثمار بنسبة تصل إلى 36%. ويُعزى ذلك، وفقاً لعيد، إلى سهولة اتخاذ القرار، وضبط ميزانيات الذكاء الاصطناعي، وربط المشاريع مباشرة بأهداف العمل.كما أشار إلى أن 79% من مسؤولي الذكاء الاصطناعي في الإمارات يتمتعون بصلاحية التحكم المباشر في الميزانية، مقارنة بنسبة 74% في الشرق الأوسط و61% عالمياً.التحدي.. من التجريب إلى التوسّعرغم هذه الإنجازات، لا تزال 76% من المؤسسات في الإمارات في مراحل تجريبية لمشاريع الذكاء الاصطناعي. يوضح عيد أن التحدي الحقيقي لا يكمن في التكنولوجيا نفسها، بل في البنية التنظيمية والثقافية داخل المؤسسات، ويقول: “الانتقال من بيئة تجريبية إلى بيئة إنتاجية يتطلب إعادة تصميم العمليات، وجاهزية البيانات، والإجابة عن أسئلة معقدة تتعلق بالأمن، والمخاطر، والعائد على الاستثمار”.تجربة IBM.. الذكاء الاصطناعي من الداخلقدّمت IBM نموذجاً تطبيقياً ناجحاً لما يمكن أن تفعله القيادة المركزية؛ تمتلك الشركة نحو 300 ألف موظف حول العالم، وتمكنت خلال العامين الماضيين من تحقيق وفورات تُقدّر بـ3.5 مليار دولار من خلال تطبيق الذكاء الاصطناعي في أقسام مثل الموارد البشرية، وتكنولوجيا المعلومات، والمشتريات.ورغم بعض التحديات الثقافية في البداية، يوضح عيد أن الموظفين أصبحوا اليوم أكثر انخراطاً، ويقترحون بأنفسهم حالات استخدام جديدة.. وفي العام الماضي، شارك 178 ألف موظف في تحدٍ داخلي لتقديم أفكار استخدام الذكاء الاصطناعي، ما يعكس تحولاً حقيقياً في الثقافة المؤسسية.من أداة إلى ركيزة استراتيجيةما تؤكده الدراسة، بحسب عيد، هو أن المؤسسات في الإمارات بدأت تدرك أن الذكاء الاصطناعي ليس ترقية تقنية قصيرة المدى، بل ركيزة استراتيجية لإعادة تصميم نماذج الأعمال والقدرة التنافسية. هذا الإدراك، إلى جانب تعيين مسؤول تنفيذي مختص، يسرّع الانتقال من مرحلة التجريب إلى تحقيق عائد ملموس على الاستثمار.ولتلبية هذا التحوّل، أطلقت IBM منصة WatsonX كمنصة مؤسسية موحدة تهدف إلى دعم المؤسسات في إعداد البيانات، والحوكمة، والأمن، وتقييم العائد على الاستثمار بشكل دقيق.المستقبل يبدأ الآنفي ختام حديثه، عبّر شكري عيد عن تفاؤله بالمرحلة القادمة قائلاً: “نحن على أعتاب تحول ثقافي حقيقي.. المؤسسات التي ستنجح في احتضان الذكاء الاصطناعي كعنصر تصميمي في بنيتها ستقود مستقبل الاقتصاد الرقمي”.