الآباء يشترون الذهب بينما الأبناء يتعاملون بالتشفير

الآباء يأكلون الحصرم والأبناء يضرسون، مثل شعبي قديم ربما يصلح بعالم المال اليوم تبديله إلى «الآباء يشترون الذهب والأبناء يشفّرون»، وسط تصاعد صناعة التشفير والذكاء الاصطناعي، فما الفرق بيننا وبين آبائنا بعالم التداول والاستثمار؟
بين الذهب والبيتكوين.. أجيال تتبدل
وأضاف أن الذهب وكذلك الأراضي أو العقارات كانت معروفة وسهلة المنال وبمتناول الجميع في الوقت القديم، مشيراً إلى أن هذه الثقافة لطالما ارتبطت بعوامل اجتماعية من جهة وعوامل اقتصادية وثقافية بشكل أساسي من جهة أخرى.
وتابع رداً على سؤال حول سبب اختلاف السلوك الاستثماري لدى الجمهور في أوروبا والمستثمرين في أميركا، مشيراً إلى أن لديهم قواعد اقتصادية مختلفة في القدرة على الوصول إلى أدوات استثمارية غاية في التقدم والقدرة على الوصول إلى الأسواق المالية التي تحولت عبر الزمان إلى أداة توفير.وأوضح أن الإنسان الأوروبي والأميركي والسويسري اليوم يشتري الأسهم ويحصل على عوائد من هذه الأسهم، ويحصل على توزيعات الأرباح منها، على أساس أن هذه الأساليب بدورها باتت لديهم موروثاً ثقافياً، عوضاً عن الادخار أو شراء الذهب خصوصاً مع ارتفاع التضخم عالمياً.من جهة أخرى، لا شك أن موضوع الاستهلاك الكبير عند جيل الشباب ونقيضه الكامن بالادخار الكبير عن الأجيال الكبيرة بالعمر يلعب دوراً مهماً أيضاً، إذ قال سلهب إن الأرقام تشير إلى أن مستويات التوفير لا تتجاوز ثلاثة إلى ستة آلاف دولار في العام عند الجيل الثالث، بينما تصل إلى نحو أربعة إلى سبعة آلاف دولار أو ثمانية آلاف دولار سنوياً تقريباً عند الجيل الثاني، فيما ترتفع عند كبار العمر إلى حدود عشرين ألفاً. وأضاف كذلك أن معدل الصفقات أو عدد العمليات عند الجيل الثالث نلاحظ أنها عمليات مرتفعة قياساً بنسبة التوفير، لأن الجيل الجديد لديه تكنولوجيا وعمليات إنفاق أكبر، وكذلك قدرة على السفر والبيع والشراء عبر الإنترنت، فيما أن الجيل القديم يدخر أكثر مما ينفق.وأشار إلى أن ما رأيناه بالخمس سنوات الأخيرة بعد انتشار فيروس كورونا، الذي خلق واقعاً جديداً مرتبطاً بالتكنولوجيا والاعتماد عليها، فتح أبواب الإنفاق للجيل الجديد للاستثمار بشكل كبير جداً، وهو الأمر الذي يغيب لدى الفئات العمرية الكبيرة.
هل يغير الجيل الشاب سلوك الأسواق عبر وسائل التواصل الاجتماعي؟
قال مازن سلهب إن الجيل الجديد المرتبط بشكل تام بوسائل التواصل الاجتماعي مع قدرة المؤثرين على صناعة الرأي قادر على التأثير بشكل كبير جداً، وهذا ما رأيناه في العديد من الأسهم والعملات المشفرة مثل البيتكوين على سبيل المثال، وما جرى في حالة «غيمستوب». وأوضح أن الخطورة في هذا الأمر تكمن في تركز التأثير عند أشخاص إما يروجون لأصول بهدف مصلحة شخصية أو منفعة مالية، وإما لمجرد المشاهدات لا أكثر، وهو ما يرفع من احتمالية حصول فقاعة جديدة في الأسواق، مشيراً إلى أن الحل الأبرز لهذه المعضلة لا شك في أنه يكمن في إيجاد تشريعات جديدة من شأنها فرض رقابة أكبر على المحتوى المتعلق بالتداول المنشور على وسائل التواصل الاجتماعي.