بحث: تقليص ساعات العمل قد يؤدي إلى تقليص فجوة الأجور بين الجنسين بنسبة 50%

بحث: تقليص ساعات العمل قد يؤدي إلى تقليص فجوة الأجور بين الجنسين بنسبة 50%

كشفت دراسة حديثة أجرتها الجامعة الوطنية الأسترالية أن فجوة الأجور بين الجنسين قد تنخفض بنسبة تصل إلى 43% في أستراليا إذا تم تقليص ساعات العمل الطويلة التي غالباً ما يؤديها الرجال، والتي تأتي على حساب شريكاتهم في الحياة.

الرجال يعملون أكثر.. والنساء يدفعن الثمن في المنزل

لكن اللافت هو أن نصف هذه الفجوة تقريباً لا تعود لاختلاف في المهارات أو الوظائف، بل لأن الرجال يعملون لساعات أطول، بينما تتولى النساء المهام المنزلية لتعويض غيابهم.

إعادة توزيع الوقت.. سيناريو أكثر عدالة

عند نمذجة توزيع أكثر عدالة للوقت بين الشريكين، أظهرت النتائج أن النساء سيعملن ساعات أطول، بينما سينخفض وقت العمل لدى الرجال.في أستراليا، تقلص الفارق الأسبوعي في ساعات العمل من 12.1 إلى 5.1 ساعة فقط (انخفاض بنسبة 58%)، وفي ألمانيا من 13 إلى 6.9 ساعة (انخفاض بنسبة 47%).وعلى مستوى الدخل، ستنخفض فجوة الأجور بنسبة 43% في أستراليا و25% في ألمانيا، وهي نسب تعد جوهرية في مسار تقليص الفوارق بين الجنسين.

الثقافة المؤسسية في قفص الاتهام

تسلط الدراسة الضوء على ثقافة العمل الحالية التي تعتبر الموظف المجتهد هو من يبقى حتى وقت متأخر. هذه الثقافة، بحسب الباحثين، تكافئ التفرغ على حساب الطرف الآخر في المنزل، وغالباً ما تكون المرأة هي من تدفع هذا الثمن، سواء بتقليص ساعات عملها أو الانسحاب من فرص الترقي المهني.وتشير بيانات مكتب الإحصاءات الأسترالي إلى أن النساء يتقاضين 11.1% أقل من الرجال لكل ساعة عمل، لكن الفجوة الأسبوعية تبلغ 26.4%، وهو ما يوضح أن الاختلاف في عدد ساعات العمل هو جزء كبير من المشكلة.

كيف يمكن إغلاق الفجوة؟

توصي الدراسة بإعادة تعريف ثقافة العمل والإنتاجية، بحيث يشجع الرجال على الالتزام بحدود 38 ساعة عمل أسبوعياً، وهو ما تنص عليه قوانين العمل الأسترالية بالفعل، مما يمنح شريكاتهم فرصة لموازنة العمل مع الحياة الشخصية دون التضحية بالمستقبل المهني.تشير النماذج إلى أن ساعات العمل الأسبوعية ستستقر عند 41 ساعة للرجال و36 ساعة للنساء إذا ما تمت إعادة توزيع المهام المنزلية والعملية بشكل عادل.

نحو عدالة اقتصادية تبدأ من المنزل

إذا أردنا تقليص فجوة الأجور بين الجنسين، تقول الدراسة، فلا يكفي أن نرفع الرواتب أو نطالب بالمساواة القانونية فقط، بل يجب تفكيك الثقافة التي تطبق نظرية أن ساعات العمل الطويلة تعتبر رمزاً للنجاح، والاعتراف بأن الإنجاز المهني يجب ألا يأتي على حساب شخص آخر في المنزل.قد تكون هذه الدراسة بداية لرؤية جديدة في سياسات العمل، ترى أن المساواة تبدأ من كيفية استخدام الوقت، وليس فقط من قيمة ما يدفع في الساعة.