انخفاض أسعار النفط مع قلة تأثير العقوبات الأوروبية على روسيا

تراجعت أسعار النفط بشكل طفيف في ختام تعاملات الاثنين، في ظل توقعات تشير إلى أن أحدث حزمة من العقوبات الأوروبية على النفط الروسي سيكون لها تأثير محدود على الإمدادات، فيما قلّصت المخاوف من تراجع محتمل في إمدادات الديزل من حجم الخسائر.
كان الاتحاد الأوروبي قد أقرّ، يوم الجمعة، الحزمة الـ18 من العقوبات ضد روسيا بسبب حربها في أوكرانيا، والتي شملت أيضاً شركة «نايارا إنرجي» الهندية، وهي من أبرز مصدري المنتجات النفطية المكررة من الخام الروسي.
من جهته، صرّح المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، يوم الجمعة، بأن روسيا أصبحت تتمتع بقدر من «المناعة» ضد العقوبات الغربية.تأتي العقوبات الأوروبية عقب تهديدات أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأسبوع الماضي بفرض عقوبات على مستوردي النفط الروسي، ما لم توافق موسكو على اتفاق سلام خلال 50 يوماً.ويرى محللو «ING» أن الجانب الوحيد من الحزمة الأوروبية الذي قد يكون له تأثير فعلي هو الحظر المفروض على استيراد المنتجات المكررة من النفط الروسي في دول ثالثة، رغم صعوبة تتبعه وتطبيقه.في المقابل، أسهمت المخاوف بشأن إمدادات الديزل في الحد من تراجع الأسعار خلال تعاملات بعد الظهر، حسب المحللين.وقال فيل فلين، كبير المحللين في مجموعة «برايس فيوتشرز»: «مع مرور اليوم، بدأ هامش أرباح تكرير الديزل يتحسن بشكل ملحوظ، وهو ما يشير إلى أن السوق لا يمكنها تجاهل تأثير أي اضطرابات في إمدادات النفط الروسي على إمدادات الديزل، ويبدو أن هذا ما يدعم الأسعار حالياً».وأغلق الفارق بين عقود وقود الديزل منخفض الكبريت وخام برنت يوم الاثنين عند 26.31 دولار، بارتفاع بنحو 3%، وهو أعلى مستوى إغلاق منذ فبراير شباط 2024.وأضاف فلين: «لدينا هامش للمناورة في سوق الخام، حيث يمكن إعادة توزيع البراميل، لكن من الصعب تطبيق ذلك على إمدادات الديزل المحدودة».وفي سياق متصل، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إن بلاده ستجري محادثات نووية مع بريطانيا وفرنسا وألمانيا في إسطنبول يوم الجمعة المقبل، في خطوة تأتي بعد تحذيرات من الدول الأوروبية الثلاث بإمكانية إعادة فرض العقوبات الدولية على طهران حال فشل استئناف المفاوضات.أما في الولايات المتحدة، فقد انخفض عدد حفارات النفط العاملة بمقدار حفارين ليصل إلى 422 حفاراً الأسبوع الماضي، وهو أدنى مستوى منذ سبتمبر أيلول 2021، حسب بيانات «بيكر هيوز» الصادرة يوم الجمعة.وقال أليكس هودز، المحلل في «ستون إكس»، في مذكرة يوم الاثنين: «من المتوقع أن يبقى نشاط الحفر النفطي عند مستويات منخفضة لبقية العام»، مضيفاً: «لكن الأسعار الحالية لا تزال بعيدة عن مستويات تستدعي تقليصاً كبيراً في الاستثمارات».وتُفرض الرسوم الجمركية الأميركية على واردات الاتحاد الأوروبي بدءاً من الأول من أغسطس آب، رغم تأكيد وزير التجارة الأميركي هاورد لوتنيك يوم الأحد ثقته في إمكانية التوصل إلى اتفاق تجاري مع التكتل.ورأى كيلداف من «أجين كابيتال» أن الرسوم الأميركية تُعد سلبية بالنسبة للطلب على النفط والنشاط الاقتصادي.فيما أشار توني سيكامور، المحلل في «IG ماركت»، إلى أن بيانات مخزونات النفط الأميركية قد تدعم الأسعار في حال أظهرت شحاً في المعروض.