ما سبب انتشار الفيضانات في مختلف مناطق الولايات المتحدة صيف 2025؟

ما سبب انتشار الفيضانات في مختلف مناطق الولايات المتحدة صيف 2025؟

بعد أن كان الصيف مرادفاً للراحة والهدوء في الولايات المتحدة الأميركية، أصبح فصلاً يسوده القلق والاضطراب، وقد حوّل تلوث الوقود الأحفوري، إلى جانب عوامل أخرى مُركّبة، هذه الأشهر إلى فترة من الخطر المتزايد، تتخللها موجات حرّ لا هوادة فيها، وحرائق غابات مستشرية، وفيضانات كارثية.
خلال معظم فصل الصيف، دفعت الظروف الجوية فوق الولايات المتحدة الهواء الرطب القادم من خليج المكسيك وغرب المحيط الأطلسي الدافئين بشكل غير معتاد إلى الشمال، وفقاً لما ذكره دانييل سوين، باحث المناخ في جامعة كاليفورنيا، لشبكة CNN.
وأضاف سوين أن هذا أدى إلى مستويات عالية غير عادية من الرطوبة في جميع مستويات الغلاف الجوي في جميع أنحاء الولايات المتحدة شرق جبال روكي.وقد أدى ذلك إلى مستويات قياسية مما يسميه خبراء الأرصاد الجوية «المياه القابلة للهطول»، وهي كمية الأمطار التي ستنتج عن الهطول الفوري لكل المياه الموجودة في الهواء.وقد أدى هذا النمط إلى حدوث فيضان مفاجئ تلو الآخر في شهر يوليو وحده.

جميع الأنحاء

أولاً، كان هناك فيضان تكساس المدمر الذي أودى بحياة أكثر من 130 شخصاً ليلة 4 يوليو، كما تُوفي ثلاثة أشخاص في فيضان مفاجئ في نيو مكسيكو في 8 يوليو.غمرت المياه بعض الطرق الرئيسية في شيكاغو عندما ضربت المدينة موجة من الأمطار، هي الأشد من 1000 عام في أوائل يوليو، وفي أجزاء من ولاية كارولاينا الشمالية، أدت بقايا العاصفة الاستوائية شانتال إلى أمطار غزيرة مميتة وفيضانات في نهاية الأسبوع نفسه الذي شهد مأساة تكساس.وفي مدينة نيويورك تدفقت المياه إلى أنفاق المترو في 14 يوليو، وفي الأسبوع الماضي جاء دور مدينة كانساس سيتي لتصاب بالفيضانات في 17 يوليو.

1000 عام

قال عالم المناخ مايكل مان من جامعة بنسلفانيا «عندما نتحدث عن معدلات لم تحدث منذ 1000 عام، فنحن هنا نتحدث عن 1000 عام من التقلبات الطبيعية»، لكنه أكد في رسالة بريد إلكتروني «هذه الأحداث ستكون أكثر تكراراً بكثير بسبب الاحترار الناجم عن الأنشطة البشرية».لكن مايكل مان حدد عوامل أخرى، مثل أنماط الطقس المعروفة باسم «الرنين الجوي»، ما يعني ميل الغلاف الجوي للأرض إلى التذبذب بترددات محددة، تشبه الجرس أو الآلة الموسيقية، وتُحفّز هذه التذبذبات أحداث مُختلفة، بما في ذلك الانفجارات البركانية والزلازل والفيضانات.وجدت دراسة حديثة عمل عليها مايكل مان أن مثل هذه الأنماط الجوية قد تضاعفت ثلاث مرات منذ منتصف القرن العشرين خلال أشهر الصيف، وأضاف أن المشكلة تكمن في أن هذه الأنماط «ليست بالضرورة مُدمجة بشكل جيد في نماذج المناخ»، وهذا يزيد من عدم اليقين بشأن التوقعات المستقبلية لاتجاهات الطقس المتطرفة.ويتضح تأثير تغير المناخ على هطول الأمطار الغزيرة بشكل أوضح عندما يتعلق الأمر بالظواهر الجوية المتطرفة قصيرة المدة، مثل ما حدث مراراً وتكراراً هذا الصيف، وفقاً لدانييل سوين، باحث المناخ في جامعة كاليفورنيا.قال سوين «ليس متوسط هطول الأمطار هو الظاهرة الأكثر تأثراً بتغير المناخ، بل شدة هطول الأمطار في وقت محدد».

الدفء المُمطر

وفقاً لعالمة المناخ كيت مارفل، فإن فيزياء كيفية تأثير الاحتباس الحراري على هطول الأمطار الغزيرة معروفة جيداً، وقالت لشبكة CNN «يحتوي الهواء الدافئ على بخار ماء أكثر، فمثلاً تُبل زجاجة مياه باردة من الخارج في يوم حار، لأنه عندما يلامس الهواء السطح البارد، فإنه يضطر إلى تكثيف بخار الماء الموجود فيه»، وهذا أكثر حدوثاً مع الهواء الدافئ.وتضيف مارفل، مؤلفة كتاب «الطبيعة البشرية» عن المناخ «تُسهّل الأرض الدافئة على الهواء الرطب الارتفاع، ولهذا السبب تحدث العواصف الرعدية في ظهيرة الصيف الحارة، إذا جمعنا كل هذه العوامل معاً، نحصل على الظروف المثالية لهطول أمطار غزيرة».ويعتمد تحول هطول الأمطار الغزيرة إلى فيضان كارثي على عوامل كثيرة، منها: مدى مسامية الأرض، وتضاريس المنطقة، ولكن «مما لا شك فيه أن تغير المناخ، الناجم عن انبعاثات الغازات الدفيئة الناتج عن النشاط البشري يزيد من شدة هطول الأمطار الغزيرة»، وفق مارفل.(أندرو فريدمان، CNN)