بيسنت: يجب على إدارة ترامب التحقيق في “الأخطاء المتعددة للاحتياطي الفيدرالي”

بيسنت: يجب على إدارة ترامب التحقيق في “الأخطاء المتعددة للاحتياطي الفيدرالي”

قال وزير الخزانة الأميركي، سكوت بيسنت، يوم الاثنين، إنه يرى ضرورة مراجعة النظام الاحتياطي الفيدرالي، متهماً إياه بإعاقة نمو الاقتصاد الأميركي، في وقت يرى أن البلاد على أعتاب طفرة اقتصادية قد تماثل فقاعة الإنترنت في تسعينيات القرن الماضي.
وأشار إلى أنه التقى قادة في قطاع التكنولوجيا خلال مؤتمر عُقد مؤخراً في صن فالي بولاية أيداهو، وأبلغوه بأن «ثورة الذكاء الاصطناعي قادمة بوتيرة أسرع مما كان متوقعاً، وقد تبدأ آثارها بالظهور في الربع الأول أو الثاني من عام 2026»، وأضاف بيسنت أن هذا النمو قد لا يؤدي إلى تضخم متسارع، لأن الذكاء الاصطناعي قد يقلل الاعتماد على الموارد البشرية.

جدير بالذكر أن الاحتياطي الفيدرالي لم يُقدم على خفض سعر الفائدة الأساسي منذ ديسمبر الماضي، ما أثار استياء الرئيس دونالد ترامب، الذي طالب مراراً رئيس البنك، جيروم باول، باتخاذ هذه الخطوة. ويُشار إلى أن البنك المركزي يتمتع بالاستقلالية ويُدار من قبل لجنة مكونة من 12 عضواً يصوتون على قرارات الفائدة.وعند سؤاله عمّا إذا كان على ترامب إقالة باول، أجاب بيسنت: «ما نحتاج إليه هو تقييم شامل لمؤسسة الاحتياطي الفيدرالي برمّتها، والنظر في مدى نجاحها»، وتابع: «ينبغي أن نتساءل: هل نجحت المؤسسة في أداء مهمتها؟ لو كانت هذه إدارة الطيران الفيدرالية FAA، وشهدنا هذا الكم من الأخطاء، لكنا فتحنا تحقيقاً معمقاً لمعرفة الأسباب».ورغم أن باول أكد أن البنك ينتظر بيانات إضافية لتقييم أثر السياسات الاقتصادية الجديدة للرئيس ترامب، خاصة في ما يتعلق بسياسة الرسوم الجمركية، اعتبر بيسنت أن هناك «تهويلاً إعلامياً» بخصوص هذه الرسوم، مشيراً إلى أن التضخم لا يزال «منخفضاً إلى شبه معدوم».وسخر بيسنت من خبراء البنك بقوله: «كل هؤلاء الحاصلين على دكتوراه هناك، لا أعلم ما الذي يفعلونه.. الأمر يشبه الدخل الأساسي العالمي لكن لأساتذة الاقتصاد».يُذكر أن بيانات التضخم الأخيرة أظهرت ارتفاع أسعار المستهلكين في يونيو إلى أعلى مستوى لها منذ أربعة أشهر، ما أثار قلق بعض الخبراء. وقالت هيذر لونغ، كبيرة الاقتصاديين في اتحاد Navy Federal Credit Union، لشبكة CNN: «الرسوم الجمركية بدأت تؤثر».مع ذلك، لم يشهد التضخم على مستوى الجملة تغيراً يُذكر مقارنة بمايو.ملف إقالة باولعُيّن باول رئيساً للاحتياطي الفيدرالي من قبل ترامب عام 2018، ثم جدد الرئيس جو بايدن تعيينه في 2022.. وتنتهي ولايته كرئيس للبنك في مايو المقبل، رغم أنه سيبقى في منصبه كعضو بمجلس المحافظين حتى عام 2028.وفي الأسابيع الأخيرة، كثّف ترامب هجومه على باول، حتى إنه أشهر في لقاء مع نواب جمهوريين وثيقة زعم أنها «رسالة إقالة» لباول، لكنه لم يتخذ أي خطوة رسمية في هذا الاتجاه حتى الآن. وقال الأسبوع الماضي إنه من «غير المرجح» أن يُقيله، لأن ذلك قد يؤدي إلى اضطراب كبير في الأسواق العالمية ويُشعل معركة قانونية مطولة ويُضر بالاقتصاد الأميركي، ما يتناقض مع رغبة ترامب في خفض الفائدة، حسب ما نقل خبراء اقتصاديون لشبكة CNN.ومع ذلك، كشف بيسنت الأسبوع الماضي أن إدارة ترامب بدأت فعلياً التحضير لاختيار بديل لباول، قبل أشهر من الموعد المعتاد لمثل هذه القرارات.وعندما سُئل عن مستقبل رئيس الفيدرالي، رفض بيسنت التحدث عن «فرضيات»، لكنه أشار إلى أن ولاية باول تنتهي في مايو، وهناك مقعد آخر في المجلس سيكون شاغراً في يناير (عندما تنتهي فترة الحاكمة أدريانا كوجلر في 31 يناير)، ما يمنح ترامب الفرصة لتعيين عضو جديد قد يُرفع لاحقاً إلى رئاسة البنك إذا استقال باول أو تمت إقالته.نزاع حول تجديد مبنى الفيدراليفي غضون ذلك، تُحاط عملية تجديد مقر الاحتياطي الفيدرالي في العاصمة واشنطن -التي تبلغ كلفتها 2.5 مليار دولار- بجدل كبير، إذ تحاول بعض الأطراف في إدارة ترامب استخدام التجديد كذريعة لإقالة باول «لأسباب مشروعة»، بسبب تجاوز الميزانية وادعاءاتهم بأنه ضلل الكونغرس بشأن حجم الإصلاحات.واتهم مسؤولون، بينهم مدير مكتب الإدارة والموازنة، روس فوت، باول بالإشراف على مشروع فخم يتضمن خلايا نحل إيطالية وميزات مائية ومصاعد خاصة لنقل المسؤولين إلى غرفة طعام تنفيذية. وردّ باول، يوم الجمعة، برسالة مفصلة إلى فوت، أوضح فيها أن المباني لم تُحدّث منذ قرن تقريباً وتحتاج إلى «إصلاحات إنشائية كبيرة» تشمل إزالة مادة الإسبستوس واستبدال كامل للأنظمة القديمة.وختم بيسنت بتصريح طريف، إذ قال إنه يُفضل تناول الإفطار في مقر الاحتياطي الفيدرالي بدلاً من وزارة الخزانة، مضيفاً: «طعام الفيدرالي أفضل بكثير».(لوسي بايلي CNN)