لماذا لا يلاحظ المصريون انخفاض سعر الدولار وتراجع التضخم؟.. تحقيق اقتصادي من CNN

لماذا لا يلاحظ المصريون انخفاض سعر الدولار وتراجع التضخم؟.. تحقيق اقتصادي من CNN

يكرر المراقبون في مصر منذ نحو شهر أن الاقتصاد المصري في وضع جيد، وهم يبنون أطروحتهم على استقرار سعر صرف الدولار الأميركي وزيادة صافي الأصول الأجنبية في البنوك وارتفاع حجم الاحتياطي النقدي بالبنك المركزي وخفض عجز الميزان التجاري في الربع الأول من العام الميلادي.
ففي حي ال 800 فدان الذي خصصته الدولة للإسكان الاجتماعي، يقوم العديد من السكان بشراء قطعة واحدة رقيقة من الدجاج، ويقول محمد أبو هشيمة بائع دجاج إن الكثير من الأشخاص يأتون إلى متجره لشراء قطعة واحدة بعشرين جنيه وهو أمر لم أعتده»، كما أن أصحاب المعاشات يعيشون أوضاعاً صعبة بسبب ارتفاع أسعار الطعام وارتفاع أسعار الدواء بما لا يتماشى مع زيادات المرتبات في مصر». بحسب فاطمة التي تعيش في حي المنيل، وهو أحد الأحياء الراقية في مصر حيث يحيط به نيل القاهرة من جميع الجهات ولكنه تدهور كثيراً مؤخراً وضربته علامات الإنهاك والشيخوخة مثلما ضربت الكثير من سكانه.

هاني أبو الفتوح رئيس مجلس إدارة شركة الراية للاستشارات المالية أكد في اتصال مع CNN الاقتصادية أن مؤشرات الاقتصاد المصري جيدة جداً ولكنها غير ملموسة على الأرض بسبب ارتفاع الديون الداخلية والخارجية».وكانت مصر قد سددت 37.8 مليار دولار أميركي من ديونها الخارجية في العام الماضي، كما أن الدين الداخلي بلغ 13.3 تريليون جنيه في نهاية الربع الثالث من العام الميلادي الماضي، وهو ما يوازي نحو 270.3 مليار دولار أميركي.وبحسب بيانات البنك الدولي، كان يتوجب على مصر سداد ديون خارجية قدرها 11 مليار دولار في الربع الثاني من عام 2025، وهو الربع الذي انقضى قبل نحو ثلاثة أسابيع.وتلفت هبة الليثي أستاذة الإحصاء بجامعة القاهرة في اتصال مع CNN الاقتصادية إلى أن صعوبة المعيشة تعود إلى استمرار وجود التضخم على الرغم من نزوله، فهو يحوم حول نطاق 15 في المئة، ما يعني أن أسعار السلع مرتفعة بهذه القيمة، مع ضعف المرتبات وعدم الالتزام بدفع الحد الأدنى للأجور للعاملين بالقطاع الخاص على الرغم من زيادته عدة مرات مؤخراً. لا يلتزم أصحاب الأعمال في مصر بدفع الحد الأدنى للأجور للعاملين الذي حدده المجلس الأعلى للأجور بسبعة آلاف جنيه في التعديل الأخير، وهو وضع الملايين من العاملين في مصر.. فمحمد الذي يعمل فرداً للأمن بإحدى شركات الحراسة الخاصة يتقاضى 5000 جنيه مقابل 12 ساعة عمل كل يوم.في النهاية لا يعرف المصريون متى ستتحسن أحوالهم ولكنهم يعيشون كما يقولون «اليوم بيومه» أي دون خطط للغد.