الجوع وسوء التغذية يصلان إلى مستويات لم يسبق لها مثيل في قطاع غزة

بلغت معدلات الجوع وسوء التغذية في قطاع غزة مستويات كارثية غير مسبوقة، وفق ما تؤكده الأمم المتحدة، في ظل شحّ حاد في دخول المساعدات واستمرار الحصار الإسرائيلي منذ أكثر من أربعة أشهر.
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة، محمود بصل، لوكالة فرانس برس: «نرصد حالات مؤلمة لأطفال يموتون من الجوع ونقص الحليب والرعاية الطبية، دون أن تطولهم القذائف».
وفي إحدى مدارس الأمم المتحدة بالنصيرات التي تحولت إلى مركز إيواء، وقف الأطفال في طوابير طويلة وهم يقرعون الصحون الفارغة طلباً للطعام، وظهرت على وجوههم علامات الهزال الشديد، حسب ما وثّقه مراسل فرانس برس.«أُطعِم ابنتي وأجوع»قالت أم سامح أبو زينة، وهي سيدة فقدت 35 كيلوغراماً من وزنها في محاولة لتوفير الطعام لأطفالها: «لا يوجد طعام، أتناول ملعقة واحدة فقط وأترك الباقي لطفلتي… أعاني من السكري والغضاريف وضغط الدم».أسعار خيالية… وغذاء نادريشكو سكان القطاع البالغ عددهم أكثر من مليوني شخص، من غياب المواد الغذائية الأساسية وارتفاع أسعارها بشكل جنوني، وسط تحذيرات أممية من كارثة غذائية وشيكة.وأشار برنامج الأغذية العالمي في تقرير أوائل يوليو إلى أن أسعار الدقيق ارتفعت بمقدار 3000 ضعف عمّا كانت عليه قبل اندلاع الحرب في أكتوبر 2023.وقال مدير البرنامج كارل سكاو خلال زيارة لمدينة غزة: «هذا أسوأ وضع إنساني شاهدته في حياتي… التقيت أباً خسر 25 كغم من وزنه في شهرين، بينما الطعام متوفر خلف الحدود ولا يمكن إدخاله».منذ الثاني من مارس، فرضت إسرائيل حصاراً شاملاً على القطاع بعد انهيار محادثات وقف إطلاق النار، ولم تسمح بدخول المساعدات إلا بشكل محدود أواخر مايو، ما أدى إلى نفاد المخزون الغذائي الذي كان متاحاً خلال الهدنة المؤقتة.وأوضح سكاو: «مطابخنا لم تَعُد تقدم سوى الماء الساخن والقليل من المعكرونة… الوضع يزداد سوءاً».أطفال في حضانة واحدة ومواليد غير مكتملينالأطفال والنساء الحوامل هم الأكثر تأثراً بالأزمة الغذائية، وقالت منظمة أطباء بلا حدود إن فرقها تسجل حالياً أعلى معدل لحالات سوء التغذية على الإطلاق في غزة.وحسب الطبيبة جوان بيري من المنظمة، فإن سوء التغذية أدى إلى زيادة في الولادات المبكرة وتدهور في صحة المواليد الجدد، حيث يضطر أربعة إلى خمسة رُضع لتقاسم حاضنة واحدة في قسم العناية المركزة.وأضافت: «نقص البروتين يبطئ من تعافي الجرحى ويطيل فترة العدوى. الأجسام المنهكة لا تَقوى على الشفاء».طفلة: أخاف أن أموت جوعاًقالت الطفلة أمينة وافي (10 سنوات) من خان يونس، وهي تبكي: «أنا جائعة جداً… أطلب من والدي الطعام يومياً، لكنه لا يستطيع… اشتقت لطعامي المفضل ومياه باردة، لكن بيتنا تدمر».وأضافت: «أخاف أن أموت وأنا جائعة».حصيلة الحرب حتى الآناندلعت الحرب في غزة بعد هجوم مفاجئ شنّته حركة حماس في 7 أكتوبر 2023 على جنوب إسرائيل، أسفر عن مقتل 1219 شخصاً، معظمهم من المدنيين، حسب أرقام رسمية إسرائيلية.وردّت إسرائيل بحرب مدمّرة خلّفت حتى اليوم أكثر من 58,895 شهيداً فلسطينياً، معظمهم من المدنيين، حسب وزارة الصحة في غزة، وهي أرقام تؤكد الأمم المتحدة مصداقيتها.(أ ف ب)