التجارة الإلكترونية في الشرق الأوسط: آفاق النمو والفرص والتحديات حتى عام 2033

يتوقع أن تشهد سوق التجارة الإلكترونية في الشرق الأوسط قفزة هائلة من 1.89 تريليون دولار أميركي في عام 2024 إلى نحو 10.95 تريليون دولار بحلول عام 2033، بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 21.56%، حسب أحدث تقارير الصناعة.
وتشير بيانات الاتحاد الدولي للاتصالات (ITU) إلى أن استخدام الإنترنت في الشرق الأوسط تجاوز 70% من السكان عام 2023، مع أكثر من 1.2 مليار اشتراك في الإنترنت عبر الهاتف المحمول.
عوامل النمو في السوق:
ارتفاع انتشار الهواتف الذكية والإنترنت المحمولأدى الانتشار السريع للهواتف الذكية والاتصال بالإنترنت عالي السرعة إلى تسريع نمو التجارة الإلكترونية في المنطقة، ووفقاً لـGSMA، فإن استخدام الإنترنت عبر الهاتف المحمول ارتفع بنسبة 44% بين 2020 و2023. وساعدت شبكات الجيل الخامس (5G) في دول الخليج على تحسين تجربة المستخدم عبر تقنيات مثل البث المباشر والتسوق التفاعلي.تبنٍّ واسع للدفع الرقمي والابتكارات الماليةشهدت السنوات الأخيرة تحولاً كبيراً من الدفع النقدي عند التسليم (COD) نحو حلول الدفع الرقمية مثل المحافظ الإلكترونية وخدمات «اشترِ الآن وادفع لاحقاً» (BNPL)، وقد ارتفعت المعاملات الرقمية في الإمارات بنسبة 38% عام 2023 وفقاً لمصرفها المركزي، مدفوعة بمنصات مثل PayPal وSTC Pay وNow Money.
أبرز تحديات سوق التجارة الإلكترونية بالشرق الأوسط
البنية التحتية الضعيفة للتوصيل في الميل الأخيرتعاني بعض الدول، خصوصاً خارج مجلس التعاون الخليجي، من ضعف في البنية اللوجستية وسلاسل التوريد، ما ينعكس سلباً على التوصيل والرضا العام. نحو 30% من الطلبات في الشرق الأوسط تشهد تأخيراً أو إعادة جدولة، حسب «ماكنزي».استمرار تفضيل الدفع النقدي وانخفاض الثقةرغم التطورات، يظل الدفع النقدي مفضلاً لدى نحو 45% من المتسوقين الرقميين، خاصة في مصر ولبنان والأردن، وذلك نتيجة مخاوف من الاحتيال وضعف ثقافة المعاملات الرقمية.
فرص السوق المستقبلية
صعود التجارة الاجتماعية والتسويق عبر المؤثرينتحولت شبكات التواصل الاجتماعي إلى منصات بيع مباشرة عبر منشورات قابلة للتسوق، والبث المباشر، والتوصيات من المؤثرين، أكثر من 60% من مستخدمي «فيسبوك» و«إنستغرام» في المنطقة أجروا عمليات شراء مباشرة من خلال هذه التطبيقات، وفقاً لتقرير Meta لعام 2023.توسّع التجارة الإلكترونية العابرة للحدود والمناطق الحرةتشهد التجارة الرقمية عبر الحدود نمواً بنسبة 27% منذ عام 2021، مدعومة بمبادرات مثل «مركز دبي للسلع المتعددة» (DMCC) و«جافزا»، حيث يتم توفير بيئة أعمال خالية من الضرائب وبنية تحتية متطورة.
التحديات التنظيمية
تفاوت التشريعات الرقمية بين الدولتعاني السوق من تفتت القوانين والأنظمة الخاصة بالتجارة الرقمية بين الدول، مثل اختلاف ضوابط حماية المستهلك، وضرائب القيمة المضافة، ومتطلبات الفوترة الإلكترونية، ولا تزال دول مثل العراق واليمن تفتقر إلى تشريعات واضحة للمعاملات الرقمية، ما يعوق توسع الشركات الإقليمية والعالمية.ضعف خدمات ما بعد البيع واسترجاع المنتجاتتفتقر معظم المتاجر الإلكترونية في المنطقة إلى سياسات إرجاع مرنة ومراكز دعم متعددة اللغات، ما يحدّ من الثقة لدى المستهلكين، خاصة غير الناطقين بالعربية أو مشتري المنتجات الفاخرة.
من يقود السوق؟
الأزياء والملابس استحوذت على 28.1% من السوق عام 2024، وهي الفئة الأعلى أداءً، مدفوعة بثقافة الاهتمام بالمظهر وتأثير المؤثرين على شبكات التواصل.الأغذية والمشروبات في طريقها لتحقيق معدل نمو سنوي مركب بنسبة 18.9%، بفضل صعود تطبيقات البقالة السريعة مثل «انستاشوب» و«نون فريش».
أبرز الدول التي تقود السوق
الإمارات تقود السوق بنسبة 31.2% من الحصة الإقليمية بفضل بنية تحتية رقمية قوية، ومبادرات حكومية مثل «دبي الذكية».السعودية تحتل المرتبة الثانية بـ25.3%، مع جهود رقمية مكثفة وتعزيز الثقة عبر لوائح مصرفية جديدة.مصر تشهد نمواً سريعاً نتيجة شبابها، وانتشار الهواتف الذكية، ونمو منصات مثل Jumia وSalla.
اللاعبون الكبار في السوق
أمازون استحوذت على Souq لتُعزز وجودها الإقليمي وتقدم تجربة تسوق محلية عالية الجودة.نون منصة محلية رائدة مدعومة من مستثمرين سعوديين وإماراتيين، تركز على التوطين وسرعة التوصيل.وجوميا رائدة في أسواق إفريقيا وشمالها، تقدم خدمات متكاملة تشمل الدفع، والتوصيل، والتسوق عبر الهواتف.استراتيجيات الشركات الكبرىالتوطين العميق: منصات مصممة خصيصاً للثقافة واللغة المحلية.الاستثمار في الخدمات اللوجستية: مستودعات ومراكز توصيل ذكية.تعزيز المدفوعات الرقمية: التعاون مع البنوك وشركات التكنولوجيا المالية لتوسيع خيارات الدفع.أبرز التطورات في عام 2024يناير: «نون» تفتتح مركزاً جديداً في الرياض لتحسين سرعة التوصيل.مارس: «أمازون.إيه إي» تُطلق خدمة توصيل يومي للمواد الغذائية في دبي وأبوظبي.يوليو: «جوميا» تتعاون مع شركة مالية مصرية لإطلاق محفظة إلكترونية.سبتمبر: «تيك توك شوب» تدخل السوق الإماراتي رسمياً عبر المؤثرين المحليين.نوفمبر: «شي إن» تعلن عن مقرها الإقليمي في دبي.