بيسنت لترامب: عزل باول يعرض الأسواق للخطر ويؤدي إلى صراع قانوني

بيسنت لترامب: عزل باول يعرض الأسواق للخطر ويؤدي إلى صراع قانوني

في خضم تصاعد الأصوات الجمهورية المطالبة بعزل رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، لعب وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت دوراً محورياً في كبح جماح تلك الاندفاعة.
وأشار إلى أن الاحتياطي الفيدرالي نفسه ألمح إلى نيته خفض أسعار الفائدة مرتين قبل نهاية العام، ما يجعل أي تدخل رئاسي في هذا التوقيت غير ضروري وقد يكون مكلفاً سياسياً واقتصادياً.

مخاوف قانونية وغياب بدائل فورية

ليست العقبات الاقتصادية وحدها ما دفع بيسنت للتحذير، فقد شدد على أن إقالة باول قد تفتح باباً لمعركة قانونية طويلة، إذ يملك رئيس الفيدرالي الحق في الطعن قضائياً على أي إنهاء مبكر لولايته، ووفق ما نقلته صحيفة وول ستريت جورنال، فإن مثل هذه القضية قد تستمر حتى ربيع العام المقبل، وهو موعد انتهاء الولاية تلقائياً.كما أوضح بيسنت أن عزل باول دون تأمين بديل مصادق عليه من مجلس الشيوخ سيفتح فراغاً في قيادة الفيدرالي، خاصة أن نائب الرئيس الحالي فيليب جيفرسون مقرب من إدارة بايدن، وقد يتولى المسؤولية مؤقتاً بطريقة لا تخدم توجهات ترامب الاقتصادية.إضافة إلى ذلك، فإن مجلس الشيوخ يغيب غالباً في أغسطس آب، ما يعقد مهمة تعيين بديل سريع، لا سيما وسط معارضة بعض الجمهوريين البارزين في لجنة الشؤون المصرفية.

حملة ضغط عبر بوابة «تجاوزات البناء»

رغم تحفظ بيسنت، تقود شخصيات أخرى داخل الإدارة حملة ضغط بديلة ضد باول، خصوصاً حول ملف ترميم مباني الاحتياطي الفيدرالي في واشنطن.المشروع شهد تجاوزات كبيرة في التكاليف، ويستخدمها مدير الميزانية في البيت الأبيض، راسل فوت، كوسيلة للهجوم على باول، ملوحاً بإمكانية عزله «لسبب مسوغ» من خلال هذا الملف.وقد أرسل فوت مساعدين تابعين له إلى لجنة التخطيط المحلية التي صادقت سابقاً على التصاميم، بل طلب بعضهم زيارة موقع المشروع ميدانياً، ورد الفيدرالي بدعوتهم إلى جولة مساء الجمعة، لكن الفريق الرئاسي طلب إعادة الجدولة.ويبدو أن حملة فوت قد تكون محاولة للالتفاف على قرار سابق للمحكمة العليا الأميركية حدّ من قدرة الرئيس على عزل رؤساء هيئات مستقلة دون مبرر واضح.

بيسنت يمهد للتغيير بهدوء

في المقابل، يؤمن بيسنت بأن المسار الأفضل هو الانتظار حتى نهاية ولاية باول في مايو أيار المقبل، إذ ستتاح لترامب فرصة ترشيح خليفة جديد، إلى جانب مقعد آخر شاغر في يناير كانون الثاني. وقد صرح بيسنت مؤخراً «الرئيس في طريقه لترك بصمته على الفيدرالي دون إثارة أزمة سياسية».المرشح الأوفر حظاً لخلافة باول، بحسب مصادر مطلعة، هو المستشار الاقتصادي كيفن هاسيت، فيما تدرس الإدارة خيارات أوسع خلف الكواليس، وسط تحضير حملة إعلامية لحشد الدعم الشعبي نحو خفض الفائدة دون المساس باستقلالية البنك المركزي.