كل ما يجب أن تعرفه عن سينومي ريتيل واتفاقية الفطيم في الإمارات

تُعد «سينومي ريتيل» واحدة من أبرز الشركات السعودية التي تمكّنت من إعادة تشكيل ملامح قطاع التجزئة في المملكة خلال السنوات الأخيرة، إذ جمعت بين استراتيجيات التوسع الذكي، والتحول الرقمي، والاهتمام بتجربة المستهلك، ما جعلها في موقع الريادة، خاصةً بعد إعادة هيكلتها وتحولها من «فواز الحكير» إلى «سينومي ريتيل».
التحول إلى «سينومي».. بداية لمرحلة جديدة
بدأت الشركة كشريك إقليمي للعديد من العلامات العالمية، وتوسعت لتدير أكثر من 800 متجر في نحو ثماني دول، تشمل السعودية والإمارات وجورجيا وأذربيجان وأوزبكستان والأردن، وتُغطي مساحة بيع تفوق 330 ألف متر مربع، وتوظف أكثر من 6 آلاف موظف.
وفي أكتوبر تشرين الأول 2022، أعلنت شركة فواز عبد العزيز الحكير عن تغيير اسمها إلى «سينومي ريتيل»، ضمن خطة استراتيجية تهدف إلى إعادة هيكلة الهوية المؤسسية وتوسيع قاعدة المستهلكين، بما يتماشى مع «رؤية السعودية 2030». تزامن هذا التحول مع تغييرات تنظيمية في إدارة الشركة وتوجهات جديدة نحو التحول الرقمي وتعزيز التكامل بين البيع بالتجزئة والتجارة الإلكترونية.
رحلة من الخسائر إلى التعافي
شهدت الشركة تقلبات مالية واضحة خلال الأعوام الماضية، في عام 2022، سجلت إيرادات بلغت 4.543 مليار ريال (+0.3%)، مع صافي ربح قدره 94.6 مليون ريال. لكن عام 2023 كان صعباً؛ إذ تراجعت الإيرادات إلى 5.232 مليار ريال (-5.3%)، وسجلت الشركة صافي خسارة بلغ 1.113 مليار ريال، نتج عنه تراكم خسائر تقارب 1.404 مليار ريال، وجاء هذا بعد خروج سينومي من علامات وتجديد شبكتها التجارية البالغة نحو 219 متجراً، ضمن استراتيجية لإعادة التركيز وخفض التكاليف.وبحلول 2024، بدأت بوادر التعافي تظهر بوضوح، في الفترة المنتهية 31 ديسمبر كانون الأول، بلغ إجمالي الإيرادات 4.8445 مليار ريال (+3.7%)، وقلّصت صافي الخسارة إلى 197.5 مليون ريال.واستكملت الشركة رحلة التعافي في الربع الأول من 2025، إذ ارتفعت إيراداتها بواقع 11.2% إلى 1.335 مليار ريال، وسجلت صافي ربح بلغ 1.8 مليون ريال، مقارنة بخسارة قدرها 151.7 مليون ريال في الربع المماثل من 2024.
صفقة الفطيم.. فرصة استراتيجية
كشفت أحدث البيانات الصادرة عن سينومي ريتيل يوم 20 يوليو 2025، عن توقيع اتفاقية بين كبار المساهمين في سينومي ريتيل وشركة الفطيم للتجزئة لبيع 49.95% من رأس المال بقيمة 2.5 مليار ريال، بموجب قرض مساهم لا يقل عن 1.3 مليار ريال لتدعيم مركزها المالي.ويعد هذا الاستثمار الضخم من القطاع الخاص الإماراتي مبادرة استراتيجية بهدف تعزيز قدرة الشركة على التوسع وتحسين كفاءتها التشغيلية.وتهدف الصفقة إلى تحقيق أهداف اقتصادية متعددة؛ فإلى جانب الإسراع في تسديد الديون وتحسين مركز السيولة، توفر «الفطيم» خبرات إقليمية قوية في إدارة علامات عالمية وعمليات تشغيل واسعة، كما تدعم هذه الخطوة توجه «رؤية 2030» في تنويع الاقتصاد وتعزيز تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر في قطاع التجزئة السعودي.وتشير المؤشرات إلى أن دمج الخبرة التشغيلية والاستثمار النقدي يعزز فرص سينومي في استعادة النمو وتحقيق أرباح مستدامة على المديين المتوسط والطويل، وقد أصبحت الشركة في موقع يسمح لها بالمواجهة الفعلية لمنافسين محليين وعالميين، وفي الوقت ذاته تعيد بناء ثقة المستثمرين والجهات التنظيمية.ويبدو أنه بعد سنوات من التحديات، بدأت سينومي ريتيل في قلب مسارها مالياً وتبنّي استراتيجية تحويلية أثمرت بتحسن ملحوظ في ما يتعلق بالإيرادات وهامش الربحية وتخفيض الدين، وتُعد شراكة «الفطيم» المرتقبة نقطة تحول قد تعيد رسم مسار الشركة نحو نمو أكثر موازنة ومرونة، وتقدم نموذجاً لرؤية مستقبلية تتكامل مع التطلعات الاقتصادية للمملكة، وتضع الشركة على طريق طموح نحو النجاح المستمر.